للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمده صلّى الله عليه وسلم بجيش من المهاجرين الأولين، فيهم أبو بكر وعمر، وأميرهم أبو عبيدة ابن الجراح، وقال لأبي عبيدة: «لا تختلفا»، فكان عمرو أميرا على الجميع (١).

ثم استعمله صلّى الله عليه وسلم على عمان، فلم يزل واليا عليها إلى أن توفي صلّى الله عليه وسلم، ثم أرسله أبو بكر الصديق رضي الله عنه أميرا إلى الشام، فشهد فتوحه، وولي فلسطين لعمر، ثم أرسله عمر في جيش إلى مصر ففتحها، ولم يزل واليا عليها إلى أن توفي عمر وأربع سنين من خلافة عثمان، ثم عزل فاعتزل بفلسطين، وكان يأتي المدينة أحيانا، ثم استعمله معاوية على مصر، فلم يزل واليا عليها إلى أن توفي ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين عن سبعين سنة، وكان من أبطال العرب ودهاتهم.

ولما حضرته الوفاة .. دخل عليه ابن عباس، فقال: يا أبا عبد الله؛ كنت أسمعك كثيرا ما تقول: وددت لو رأيت عاقلا حضرته الوفاة حتى أسأله عما يجد، فكيف تجد؟ قال:

أجد كأن السماء مطبقة على الأرض، وكأني بينهما، وكأني أتنفس من خرم إبرة، ثم قال:

اللهم؛ أمرتني فلم آتمر، ونهيتني فلم أنزجر، ولست قويا فأنتصر، ولا مقوالا فأعتذر، ولا مستكبرا بل مستغفرا، لا إله إلا أنت، ولم يزل يرددها حتى توفي رضي الله عنه، فولى معاوية ابنه عبد الله بن عمرو مكانه.

وفي بعض التواريخ: أن عمرا خلف من المال ثلاث مائة ألف وخمسة وعشرين ألف دينار، ومن الورق ألفي ألف درهم، وغلته بمائتي ألف دينار بمصر، وضيعة الوهط قيمتها عشرة آلاف ألف درهم (٢)، رضي الله عنه.

٢٩٠ - [عبد الله بن سلام] (٣)

عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي الأنصاري الخزرجي، من بني قينقاع من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل صلّى الله عليه وسلم، حليف بني الخزرج من الأنصار، يكنى: أبا يوسف.


(١) أخرجه أحمد (١/ ١٩٦)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢/ ٢٢).
(٢) انظر «البدء والتاريخ» (٦/ ٣).
(٣) «طبقات ابن سعد» (٥/ ٣٧٧)، و «معرفة الصحابة» (٣/ ١٦٦٥)، و «الاستيعاب» (ص ٤٣٧)، و «المنتظم» (٤/ ٢٨)، و «أسد الغابة» (٣/ ٢٦٤)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٢٧٠)، و «سير أعلام النبلاء» (٢/ ٤١٣)، و «البداية والنهاية» (٨/ ٤١٦)، و «شذرات الذهب» (١/ ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>