للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عنه إسحاق بن منصور، وموسى بن عيسى وغيرهما.

وتوفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

قال الحافظ الرشيد: ووحاظة بطن من حمير.

قال الفقيه أبو الخير بن منصور الشماخي: المعروف عندنا أنها بلدة باليمن.

قال حافظ اليمن إبراهيم بن عمر العلوي: سميت البلد بالقبيلة.

١٠٨٩ - [بابك الخرّمي] (١)

بابك الخرّمي رئيس الخرمية.

ظهر في أيام المأمون، وعاث وأفسد البلاد والعباد، واستولى على كثير من البلدان، وأراد أن يقيم ملة المجوس، فبعث إليه المأمون جيشا، مقدمهم محمد بن حميد الطوسي في سنة أربع عشرة ومائتين، فهزمهم اللعين، وقتل محمد بن حميد وفض جمعه، وقتل خلقا من أصحابه.

ولم يزل أمره يستفحل إلى أن تولى المعتصم، فقوي أمر الخرّمية بالجبال، ودخل في دينهم خلق كثير من أهل همذان وأصبهان وماسبذان وغير ذلك، وتجمعوا وعسكروا في أعمال همذان، فوجه إليهم المعتصم عساكر، آخرها إسحاق بن إبراهيم والي بغداد، وعقد له على الجبال، فأوقع بهم، وقتل منهم في عمل همذان ستين ألفا، وقيل: مائة ألف، وهرب باقيهم إلى بلاد الروم.

وفي سنة عشرين ومائتين: عقد المعتصم للأفشين الأسروشني على الجبال وحرب بابك، فكانت بينهما وقعة عظيمة، قتل من الخرمية عالم كثير، وهرب بابك إلى موقان، ثم اجتمع الأفشين وبابك في سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وكانت بينهما وقعة هائلة، انهزم فيها بابك، وافتتحت مدينته في رمضان بعد حصار شديد، واختفى بابك في غيضة، وأسر جميع خواصه وأولاده، وبعث المعتصم إلى الأفشين بثلاثين ألف ألف درهم؛ ليتقوى بها، وبعث المعتصم لبابك بالأمان، فحرق كتاب المعتصم وسبه، وكان الشيطان قويّ النفس،


(١) «تاريخ الطبري» (٩/ ٢٩)، و «البدء والتاريخ» (٦/ ١١٤)، و «المنتظم» (٦/ ٢٤)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٢٤)، و «تاريخ الإسلام» (١٦/ ١٠٣)، و «الوافي بالوفيات» (١٠/ ٦٢)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٨٣)، و «شذرات الذهب» (٣/ ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>