للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العشرون الأولى من المائة السادسة]

[[الاعلام]]

٢١٣٥ - [الأمير تميم بن المعز] (١)

أبو يحيى تميم بن المعز الحميري الصنهاجي (٢).

ملك إفريقية وما والاها بعد أبيه، وكان حسن السيرة، محمود الآثار، محبا للعلماء، معظما للفضلاء، مقصدا للشعراء، يجيز الجوائز السنية، ويعطي العطايا الجزيلة الهنية.

وفيه يقول الحسن بن رشيق القيرواني: [من الطويل]

أصحّ وأعلى ما سمعناه في الندى ... من الخبر المأثور منذ قديم

أحاديث ترويها السيول عن الحيا ... عن البحر عن كف الأمير تميم

ولتميم المذكور أشعار حسنة، منها قوله: [من الطويل]

سل المطر العام الذي عم أرضكم ... أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي

إذا كنت مطبوعا على الصد والجفا ... فمن أين لي صبر فأجعله طبعي

وكان كامل الشجاعة، وافر الهيبة.

وكان المعز قد فوض إلى ولده المذكور ولاية المهدية، ولم يزل بها إلى أن توفي والده، فاستبد بالملك، ولم يزل كذلك إلى أن توفي سنة إحدى وخمس مائة، ومدة دولته ست وخمسون سنة.

وفي أيام ولايته اجتاز المهدي محمد بن تومرت بإفريقية عند عوده من بلاد الشرق، وأظهر بها الإنكار على من رآه خارجا عن سنن الشريعة، ومن هناك توجه إلى مراكش، وكان منه ما كان على ما سيأتي قريبا.


(١) «وفيات الأعيان» (١/ ٣٤٠)، و «سير أعلام النبلاء» (١٩/ ٢٦٣)، و «تاريخ الإسلام» (٣٥/ ٤٣)، و «الوافي بالوفيات» (١٠/ ٤١٤)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٦٩)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٦٥٧)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٥).
(٢) تقدمت ترجمته في وفيات سنة (٣٤٧ هـ‍) (٣/ ١٤٠) تبعا لليافعي، وأعادها المصنف هنا تبعا له أيضا، والصواب: أنه توفي في هذا السنة كما في مصادر الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>