لي في السر: يا بني؛ الزم هذا الرجل؛ فإنك لو جاوزت هذا البلد فتكلمت في مسألة فقلت فيها: قال أشهب .. لقيل لك: من أشهب؟
قال: فلزمت الشافعي، فلما قدمت بغداد .. قلت في مسألة: قال أشهب عن مالك، فقال القاضي بحضرة جلسائه: ما أعرف أشهب.
وقال الشافعي: وددت أن لي ولدا مثل محمد بن عبد الحكم وعليّ ألف دينار لا أجد لها قضاء.
وقال ابن خزيمة: ما رأيت أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين منه.
وله مصنفات كثيرة.
توفي سنة ثمان وستين ومائتين، مذكور في الأصل.
١٢٩٧ - [علوي صاحب الزنج](١)
علوي البصرة، قائد الزنج، المفسد في الأرض، الملقب بالخبيث، طعن بعضهم في نسبه، وقال ابن بشكوال: هو صحيح النسب، هو علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو من قرية من قرى الري، يقال لها: ورزنين.
وكان في مبتدأ أمره متصلا بحاشية المنتصر يمتدحهم ويستمنحهم بشعره، ثم شخص إلى البحرين فدعا قوما إلى طاعته، فتبعه جماعة، فانتقل إلى الأحساء، ففعل مثل ذلك، ثم انتقل إلى البادية، وادعى النبوة وأن سحابة أظلته، فنودي: اطلب البصرة، فقصد البصرة في سنة خمس وخمسين ومائتين، ودعا إلى نفسه، فبادر إلى إجابة دعوته علي بن أبان المهلبي، وأخوه محمد وغيرهما.
واستمال الزنج العبيد السودان الذين يعملون الساج، وأطمعهم في مواليهم حتى صاروا أكثر جنده، فجال بهم وصال، وهزم بهم الأبطال.
وفي سنة سبع وخمسين وثب على الأبلّة فاستباحها وحرقها، وقتل بها نحو ثلاثين ألفا، فأرسل الخليفة لحربه سعيدا الحاجب، فهزم سعيد، واستحر القتل بأصحابه.
(١) «معجم الشعراء» للمرزباني (ص ١٨٥)، و «المنتظم» (٧/ ١٩٠)، و «سير أعلام النبلاء» (١٣/ ١٢٩)، و «تاريخ الإسلام» (٢٠/ ١٣٨)، و «الوافي بالوفيات» (٢١/ ٤٠٥)، و «مآثر الإنافة» (١/ ٢٤٩)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٤٢٠).