للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرأس، فأطرق ساعة ثم قال للطباخ: أين الرأس؟ قال: رميت به، قال: ولم؟ قال:

ظننت أنك لا تأكله، قال: لبئس ما ظننت، ويحك! والله؛ إني لأمقت من يرمي رجليه، فكيف من يرمي رأسه؟ ! والرأس رئيس، وفيه الحواس الأربع، ومنه يصيح، ولولا صوته .. لما فضل، وفيه عرفه الذي يتبرك به، وفيه عيناه اللتان يضرب بهما المثل؛ فيقال: (شراب كعين الديك) ودماغه عجيب لوجع الكليتين، ولم ير عظم أهش من عظم رأسه، أوما علمت أنه خير من طرف الجناح ومن الساق والعنق؟ فإن كان قد بلغ من نبلك أنك لا تأكله .. فانظر أين رميت به؟ قال: لا أدري أين هو، قال: لكني أدري أين هو، رميت به في بطنك، والله حسيبك.

توفي سنة أربع-وقيل: ست-وأربعين ومائتين.

١٢٠٨ - [ابن السكيت] (١)

أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، المعروف بابن السكيت-بكسر السين المهملة، وتشديد الكاف المكسورة، ثم مثناة من تحت ساكنة، ثم مثناة من فوق-الإمام النحوي واللغوي.

كان عارفا بالنحو واللغة وعلم القرآن والشعر، ثقة، له حظ من السنن والدين، أخذ عن البصريين، وسمع من الأعراب.

وروى عن أبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني، ومحمد بن مهنى، ومحمد بن صبيح بن السماك الواعظ، وعن الأصمعي، وأبي عبيدة، والفراء، وجماعة.

وروى عنه أحمد بن فروخ المقرئ، ومحمد بن عجلان الأخباري، وأبو عكرمة الضبي، وأبو سعيد السكري، وميمون بن هارون الكاتب وغيرهم.

وله مصنفات في النحو واللغة ومعاني الشعر، وكتبه جيدة صحيحة، ومن أجودها وأحسنها كتاب «إصلاح المنطق».

ألزمه المتوكل تأديب ولده المعتز بالله، فلما جلس عنده .. قال له: أي شيء يحب


(١) «تاريخ بغداد» (١٤/ ٢٧٣)، و «معجم الأدباء» (٧/ ٢٧٠)، و «وفيات الأعيان» (٦/ ٣٩٥)، و «سير أعلام النبلاء» (١٢/ ١٦)، و «تاريخ الإسلام» (١٨/ ٥٥١)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١٤٧)، و «النجوم الزاهرة» (٢/ ٣١٧)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>