للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شعبان عند اجتماع الكواكب الستة في الميزان بطريان الريح، وخوفوا بذلك ملوك الأعاجم والروم، فشرعوا في حفر مغارات، ونقلوا إليها الماء والزاد، وتهيئوا، فلما كانت الليلة التي عينها المنجمون بمثل ريح عاد ونحن جلوس عند السلطان والشموع توقد ..

فلم تتحرك، ولم نر مثلها ليلة في ركودها. اهـ‍ (١)

وفيها في يوم عاشوراء: فرش الرماد في أسواق بغداد، وعلقت المسوح، وناح أهل الكرخ، وتعدى الأمر إلى سب الصحابة رضي الله عنهم، وكانوا يصيحون: ما بقي كتمان. وقيل: وقعت فتنة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة قتل فيها خلق كثير، وكان ذلك منسوبا إلى الصاحب الملقب بمجد الدين (٢).

وفي جمادى الآخرة منها: افتتح سيف الإسلام طغتكين بن أيوب حصن حب من اليمن بعد أن حاصره أكثر من سنة، وقتل جميع من كان فيه، ولم يسلم من القتل منهم إلا من لم يعرف، وتزلزل اليمن بأسره في ذلك اليوم (٣).

وفيها: توفي الإمام أبو محمد عبد الله المقدسي ثم المصري النحوي.

***

[السنة الثالثة والثمانون]

فيها: افتتح صلاح الدين الشام فتحا مبينا، وهزم الفرنج، وأسر ملوكهم، وكانوا أربعين ألفا، ونازل القدس وأخذه، وأخذ عكا، ثم جال وافتتح عدة حصون، وعز الإسلام وعلا، ودخل على المسلمين سرور لا يعلمه إلا الله (٤).

وفيها: قتل الرافضي ابن الصاحب ببغداد.

وفيها: توفي القاضي عيسى بن علي، ولاه سيف الإسلام قضاء الجند (٥)، والفقيه العامل حسن بن أبي بكر الشيباني.

وفيها: قويت نفس السلطان ابن أرسلان، فأرسل إلى بغداد أن يعمر له دار السلطان،


(١) «الكامل في التاريخ» (١٠/ ١٩)، و «كتاب الروضتين» (٣/ ٢٦٣)، و «العبر» (٤/ ٢٤٦)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٨٤٨)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٤٤٩).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٤١/ ١١)، و «العبر» (٤/ ٢٤٧)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٢٤).
(٣) «السمط الغالي الثمن» (ص ٢٦)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٢).
(٤) «العبر» (٤/ ٢٤٨)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٢٤)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٤٥٢).
(٥) «مرآة الجنان» (٣/ ٤٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>