والخير، وولي قضاء تعز، وتفقه به ابن عمه يحيى بن عمر بن عثمان بن الفقيه محمد بن حميد، ومحمد بن الفقيه سليمان بن الفقيه بطال-الذي يقال: إنه أول من أصيب بالانتقال من مذهب السنة إلى مذهب الشيعة من أهل بيته-وغيرهما.
وتوفي في يوم الجمعة في عيد الفطر من سنة خمس وأربعين وست مائة.
٣٠٠٢ - [ابن الحاجب](١)
أبو عمرو عثمان بن عمر الكردي الأسنائي-بفتح الهمزة، وسكون السين المهملة، وقبل الألف نون-ثم المصري، الإمام العلامة، الفقيه المالكي، الأصولي النحوي المقرئ، المعروف بابن الحاجب، صاحب التصانيف المشتملة على التحقيق.
ولد سنة سبعين بأسنا، كان والده حاجبا للأمير عزّ الدين الصلاحي، واشتغل هو في صغره بالقرآن الكريم، ثم بالفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه، ثم بالعربية والقراءات، وبرع في علومه وأتقنها غاية الإتقان، ثم انتقل إلى دمشق، فدرّس بجامعها في زاوية المالكية، وأكب الخلق على الاشتغال عليه، وتبحر في العلوم، قيل: وكان الغالب عليه علم العربية، وصنف في مذهبه مختصرا، وفي النحو مقدمة وجيزة، ومثلها في التصريف، وشرح المقدمتين، وصنف في أصول الفقه.
قال ابن خلكان: (وكل تصانيفه في نهاية الحسن والإفادة، وخالف النحاة في مواضع، وأورد عليهم إشكالات تبعد الإجابة عنها.
قال: وجاءني مرارا بسبب أداء شهادات، وسألته عن مواضع في العربية مشكلة، فأجاب عنها أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام، ومن جملة ما سألته عنه اعتراض الشرط على الشرط في قولهم:«إن أكلت إن شربت» لم يتعين تقديم الشرب على الأكل بسبب وقوع الطلاق، حتى لو أكلت ثم شربت .. لم تطلق؟
وسألته عن بيت المتنبي وهو قوله:[من البسيط]
لقد تصبرت حتى لات مصطبر ... فالآن أقحم حتى لات مقتحم
(١) «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٤٨)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٦٤)، و «تاريخ الإسلام» (٤٧/ ٣١٩)، و «العبر» (٥/ ١٨٩)، و «معرفة القراء الكبار» (٣/ ١٢٨٧)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١١٤)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٠٨)، و «الديباج المذهب» (٢/ ٧٨)، و «بغية الوعاة» (٢/ ١٣٤)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٤٠٥).