للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: قتل أبو عبد الله البريدي أخاه أبا يوسف شرها إلى ماله، وكان قد ضاق ذرعا لمقاساة الجند ومطالباتهم، وعاتبه أخوه أبو الحسين على قتله فقال: اسكت، وإلا ..

ألحقتك به، فجمع نفسه وعاد (١).

وفيها: مات أبو عبد الله البريدي بعد ثمانية أشهر وثمانية أيام من قتله أخاه، فلم ينفعه ما شره إليه من ماله، وتنازع بعده الرئاسة ابنه أبو القاسم وأخوه أبو الحسين (٢).

وفيها: مات طاغية هجر أبو طاهر-بل هو أبو نجس-سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي، صاحب القبائح والفضائح، قتل الحجاج مرارا في الطرق، ثم في مكة وفجاجها يوم التروية، واقتلع الحجر الأسود وحمله إلى هجر، هلك من جدري أصابه، وأراح الله منه العباد والبلاد، وقام بعده أبو القاسم القرمطي (٣).

وفيها: توفي الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة، والإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن الوليد التميمي المصري، ومحمد بن حسين القطان.

***

[السنة الثالثة والثلاثون]

فيها: تم الصلح بين المتقي وتوزون بعد أن حلف توزون أيمانا صعبة، فوثق المتقي بأيمانه، فسار من الرقة إلى العراق، فلما قرب من الأنبار .. تلقاه توزون، وقبّل الأرض، وأنزله في مخيم ضرب له بالسندية، ثم قبض على الوزير أبي الحسين بن أبي علي بن مقلة، وكحل المتقي، فصاح المسكين، فصرخ النساء، فأمر توزون بضرب الدبادب (٤) حول المخيم، وأدخل المتقي بغداد مسمولا مخلوعا، وبويع عبد الله بن المكتفي، ولقب المستكفي بالله، فلم يحل الحول على توزون (٥).

وفيها: قدم أبو الحسين بغداد مستنجدا على ابن أخيه أبي القاسم بن أبي عبد الله


(١) «الكامل في التاريخ» (٧/ ١٢٦)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ١٨)، و «العبر» (٢/ ٢٣٥)، و «تاريخ ابن خلدون» (٣/ ٥١٧).
(٢) «الكامل في التاريخ» (٧/ ١٢٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ١٨)، و «تاريخ ابن خلدون» (٣/ ٥١٧).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٧/ ١٣١)، و «تاريخ الإسلام» (٢٤/ ١٣)، و «العبر» (٢/ ٢٣٥)، و «الوافي بالوفيات» (١٥/ ٣٦٤).
(٤) الدبادب: جمع دبداب، وهو طبل، أمر بذلك لئلا تسمع أصوات النساء.
(٥) «الكامل في التاريخ» (٧/ ١٣٢)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ١٩)، و «العبر» (٢/ ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>