للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحوادث]

[السنة الحادية والثمانون بعد الثلاث مائة]

فيها: أمر الخليفة الطائع بحبس أبي الحسن بن المعلم، وكان من خواص بهاء الدولة، فعظم ذلك عليه، ثم دخل على الطائع في هيئة دخوله للخدمة، فلما قرب منه .. قبل الأرض وجلس على الكرسي، وتقدم أصحابه، فجروا الطائع بحمائل سيفه من السرير، ولفوه في كساء حتى أتوا به دار السلطنة، واختبطت بغداد، وظن الأجناد أن القبض على بهاء الدولة من جهة الطائع، فوقعوا في النهب، ثم إن بهاء الدولة أمر بالنداء بخلافة القادر بالله، فأكره الطائع على خلع نفسه، واستدعي القادر وهو بالبطائح إلى بغداد، ونهبت دار الخليفة، وأخذ جميع ما فيها حتى الرخام والأبواب، واستباحت الرعاع قلع الشبابيك، وأقبل القادر بالله أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر بالله وله يومئذ أربع وأربعون سنة، وكان كثير التهجد والخير والبر، صاحب سنة وجماعة (١).

وفيها: توفي سعد الدولة أبو المعالي شريف بن سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان بحلب، وولي بعده ابنه سعد، وبموت سعد انقرض ملك سيف الدولة من جهة ذريته.

وفيها: اعترض أهل باب البصرة صاحب المعونة، وحرقوا به، وسرقوا مطارده يوم الغدير، فركب العسكر من الغد، وقتلوا بها جماعة وصلبوهم على القنطرة (٢).

وفيها: عقد الصلح بين بهاء الدولة وبين صمصام الدولة (٣).

وفيها: مات أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني ثم النيسابوري العبد الصالح


(١) «المنتظم» (٨/ ٤٨٧)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٤٤٢)، و «تاريخ الإسلام» (٢٧/ ٥)، و «العبر» (٣/ ١٧)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٤١٠)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٤٢٣).
(٢) هذه الحادثة من أولها إلى قوله: (الغدير) حادثة مفردة عن التي بعدها ولها تتمة، وقد وقعت سنة (٣٦٢ هـ‍) انظرها في «المنتظم» (٨/ ٣٧٣)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٣١٠)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٣٢٨)، وأما الحادثة التي بعدها والتي أولها (فركب) .. فإنها وقعت في هذه السنة، انظرها في «المنتظم» (٩/ ١٠)، و «تاريخ الإسلام» (٢٧/ ٩)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٣٧٤).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٧/ ٤٣٩)، و «تاريخ ابن خلدون» (٣/ ٥٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>