للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعام، فامتنع الفقيه سبأ من أكله، فشق بي ذلك، فأمسينا ولم نأكل شيئا، فأراد الشيخ أن يكرهه على الأكل، فمنعته عن ذلك، فلما نمنا شيئا من الليل .. إذ بالفقيه سبأ يوقظني ويقول: انظر لي شيئا من الطعام، وكان من عادة الشيخ عبد الوهاب أن يتفقد الضيف بعد هجعة من الليل، فبينا نحن في الحديث وأنا ألومه على ترك الطعام؛ إذ بالشيخ قد وصل إلينا بطعام، فأكلنا منه أكلا جيدا، ثم سألته عن سبب امتناعه من الأكل أول الليل، فقال:

رأيت ليلة تعشينا مع القضاة أنه أتاني آت في منامي وجر برجلي ودلاني في موضع يشبه البئر يتوهج نارا وهو يقول لي: عاد تأكل خبز أهل سير، عاد تأكل خبز أهل سير، عاد تأكل خبز القضاة وأنا أقول: لا أعود، لا أعود آكل خبز القضاة، فحلفني على ذلك أيمانا مغلظة، فلما أصبحت .. كان مني ما رأيت من الامتناع، ثم لما وصلنا إلى هذا الرجل الجاهل ..

قلت: إذا كان هذا حال من أكل خبز القضاة وهم يعرفون ما يحل وما يحرم .. فكيف يكون حالي إذا أكلت خبز هذا الرجل الجاهل؟ ! فنمت، فرأيت النبي صلّى الله عليه وسلم وهو يقول لي: كل طعام عبد الوهاب؛ فهو منا.

فأخبرت الشيخ عبد الوهاب بذلك، فقال: لست أهلا لذلك، ولكن النبي صلّى الله عليه وسلم أهل الكرم والتكرم) (١).

ولم أقف على تاريخ وفاة الفقيه سبأ بن سليمان المذكور، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه كان موجودا في حياة الشيخ عبد الوهاب بن رشيد العريقي المذكور قبله، فذكرته؛ تبعا له، والله أعلم.

٣٢٠٤ - [وجيه الدين ابن العمادية] (٢)

منصور بن سليم الهمداني الإسكندراني وجيه الدين.

توفي سنة ثلاث وسبعين وست مائة، كذا في «اليافعي» (٣)، وفي الأصل أنه توفي سنة ست وسبعين وست مائة (٤).


(١) «السلوك» (٢/ ٢٠٨).
(٢) «ذيل تكملة الإكمال» لصاحب الترجمة (١/ ٣٤٧)، و «ذيل مرآة الزمان» (٣/ ١٠٣)، و «تاريخ الإسلام» (٥٠/ ١٤١)، و «العبر» (٥/ ٣٠١)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٧٣)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٣٧٥)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٩٥).
(٣) انظر «مرآة الجنان» (٤/ ١٧٣).
(٤) لم نجد من أرخ وفاته سنة (٦٧٦ هـ‍)، وذكر المصنف رحمه الله تعالى الكلام نفسه في الحوادث (٥/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>