للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٣٨١ - [أحمد بن عبد الله مخرمة] (١)

الفقيه شهاب الدين أحمد بن عبد الله مخرمة، أخي وشيخي.

ولد في صفر سنة ست وستين وثمان مائة بعدن، وحفظ بها القرآن، وقرأ على والده في الحساب والجبر والمقابلة والفرائض حتى حقق ذلك تحقيقا شافيا، ثم سار مع والده إلى الهجرين، فأقام بها أشهرا، ورجع إلى عدن في سنة ثلاث وثمانين، ثم قدم الوالد بعده بقليل إلى عدن في سنة أربع وثمانين، فزوجه بابنة شيخنا الإمام جمال الدين محمد بن أحمد بافضل، واشتغل على الوالد في قراءة كتب الفقه، وقرأ عليه «التنبيه» وبعض «المنهاج» فيما أظن، ثم تغير حاله وترك الطلب [ ... ] (٢) شيخنا لذلك، وطيب النفس في أمر الدنيا بالتجارة، فأذن له والده على كره منه لذلك، فسافر إلى هرموز قاصدا التجارة، فعصفت عليهم الريح [ ... ] (٣) ورأوا من التعب والشدة والهلكة [ ... ] (٤) فتوّهوا في ظفار، فلما دخل ظفار وقد شاهد من أهوال البحار ما تحار معه الأفكار .. ندم على ما صدر منه، وترك العزم إلى هرموز، ورجع من ظفار إلى عدن مجدا مجتهدا في طلب العلم، فشرع في نقل «جامع المختصرات» وقراءته على والده إلى أن ختمه قراءة وحفظا، وجد واجتهد، وأعجب به والده كثيرا.

ودرس في منصورية عدن في الفقه، وفي ظاهريتها في الحديث، وقرأ على والده [ ... ] (٥) مسلم، ولما سار الوالد إلى تعز صحبة الشريف عمر بن عبد الرحمن باعلوي في سنة ثمانين [ ... ] (٦) درس [ ... ] (٧) فيه شيخنا الوالد رحمه الله، وقرأ على شيخنا الإمام أبي الفضل «الصحيحين» و «جامع المختصرات» وغير ذلك.

ودرس وأفتى شابا، ولم يضع خطه على فتوى إلا في الفرائض، فكان يجيب فيه خطا، وقرأت عليه «التنبيه» و «المنهاج» وكثيرا من كتب الحديث، وبه تخرجت، وعليه انتفعت


(١) «النور السافر» (ص ٩٨)، و «تاريخ الشحر» (ص ٧٧)، و «شذرات الذهب» (١٠/ ٧١).
(٢) بياض في الأصول.
(٣) بياض في الأصول.
(٤) بياض في الأصول.
(٥) بياض في الأصول.
(٦) بياض في الأصول.
(٧) بياض في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>