للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: اسمه هشام، وقيل: هشيم، وهو الأشهر (١)، كذا ذكره العلامة عبد الله بن محمد بن أحمد بافضل في «كفاية مريد الدراية»، والله أعلم.

أمه فاطمة بنت صفوان بن أمية، أسلم قديما قبل دخوله صلّى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وهمّ بقتل أبيه يوم بدر، فنهاه النبي صلّى الله عليه وسلم عن ذلك، وهو زوج سهلة بنت سهيل بن عمرو، وشهد المشاهد كلها، وكان من فضلاء الصحابة، وآخى النبي صلّى الله عليه وسلم بينه وبين عبّاد بن بشر.

واستشهد يوم اليمامة عن ثلاث أو أربع وخمسين سنة، ولا عقب له، رضي الله عنه.

١٨٤ - [سالم مولى أبي حذيفة] (٢)

سالم مولى أبي حذيفة، وهو أبو عبد الله سالم بن عبيد بن ربيعة، وقيل: سالم بن معقل.

أصله: من أهل فارس من إصطخر، أعتقته مولاته بثينة (٣) امرأة أبي حذيفة الأنصارية، فتولّى أبا حذيفة، فتبناه، فلهذا يقال له: قرشي وأنصاري وفارسي.

كان من فضلاء الصحابة، هاجر قبل النبي صلّى الله عليه وسلم، فكان يؤم المهاجرين


(١) لم نجد أحدا من المتقدمين ممن ترجم لأبي حذيفة رجّح أن اسمه هشام، بل كل من ترجم له يذكر الأقوال الثلاثة في اسمه وهي: هشام، وهشيم، ومهشم، دون ترجيح، وذكر ابن هشام في «سيرته» الأخير فقط، ولم يذكر غيره، وتابعه الذهبي في «السير» على ذلك، لكن السهيلي وهّم ابن هشام في ذلك وقال: (وهو وهم عند أهل النسب؛ فإن مهشما إنما هو أبو حذيفة بن المغيرة أخو هاشم وهشام ابني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأما أبو حذيفة بن عتبة .. فاسمه قيس فيما ذكروا) اهـ‍ وأورد الحافظ في «الإصابة» عند اسم أبي حذيفة الأسماء الثلاثة إضافة إلى قيس، ولم يرجّح. قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» بعد نقله قول السهيلي: (وكذا ذكر أبو ذر، وقال في «الزهر»: فيما ذكره السهيلي نظر؛ لأن الواقدي وأبا نعيم والعسكري والبغوي والحاكم وابن عبد البر سموه مهشما، فينظر من النسابون الذين سموه قيسا، وينظر من ذكر أبا حذيفة بن المغيرة من السابقين إلى الإسلام أو في الصحابة جملة، قلت: لم يذكره الحافظ في «الإصابة»، فكأنه هلك كافرا) اهـ‍، والله أعلم.
(٢) «طبقات ابن سعد» (٣/ ٨١)، و «المعارف» (ص ٢٧٣)، و «حلية الأولياء» (١/ ١٧٦)، و «الاستيعاب» (ص ٢٩٧)، و «أسد الغابة» (٢/ ٣٠٧)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٢٠٦)، و «سير أعلام النبلاء» (١/ ١٦٧)، و «تاريخ الإسلام» (٣/ ٥٤)، و «العقد الثمين» (٤/ ٤٨٨)، و «الإصابة» (٢/ ٦).
(٣) كذا في الأصل، وهي كذلك في «المعارف» و «تهذيب الأسماء واللغات»، وعند بقية من ترجم لها ثبيتة-بتقديم الثاء المثلثة-وقد ضبطها ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» (١/ ٣٤٦) كذلك، وعد ابن عبد البر أربعة أسماء اختلف فيها أيها اسمها، ولكن لم يذكر بينها بثينة، فلعلها تصحيف من ثبيتة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>