للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٠٤٦ - [الكاتب أبو الحسن المجاهدي] (١)

الكاتب أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمار المجاهدي صفي الدين المعروف بالنشو، أحد خواص المجاهد، وأحظاهم لديه، أصله من ذي جبلة، وكان متهما هو وأهله بالسمعلة.

وكان فصيحا صبيحا، كاتبا مجيدا، وهو الذي احتال في قتل عكم الوهباني أحد بني عبيدة، كان قد عاث في البلاد، وأكثر فيها الفساد، وكان مقيما في بيت حسين، يأخذ كل سفينة غصبا، إذا قصده أحد الأمراء .. هرب حيث لا يدرك، وإذا رجع العسكر من بلاده ..

رجع إليها، فيهجم بيوت التجار والرعايا، ويأخذ ما يريد، ويقتل من يريد، فكثرت الشكوى منه إلى المجاهد، فلما ندب ابن عمار المذكور في سنة خمسين وسبع مائة لحمل أموال الجهات الشامية التهامية .. أوصاه وأكد عليه في لزوم عكم وقتله، فلم يزل ابن عمار يتلطف في الحيلة حتى وصل إليه عكم وابن عمه، فقتلا في آخر السنة المذكورة، فازداد عند المجاهد علوا ومنزلة، ولم يزل عنده في أعلى محل إلى أن توفي بزبيد في ثالث عشر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وسبع مائة.

٤٠٤٧ - [الأمير حسام الدين لاجين] (٢)

لاجين بن عبد الله التركي الأمير الكبير، الملقب: حسام الدين.

كان شجاعا مقداما، ذا سياسة ورئاسة، له وقعات مشهورة، وفعلات مذكورة.

لما أفسدت بنو عبيدة-وهم بطن من عنس بن سحارة بن غالب بن عبد الله بن عك- أبيات حسين من أعمال سردد، فكانوا يدخلون البيت ويسرقون ما فيه، وإن انتبه صاحب البيت .. لا يقدر يمنعهم، ولا يستصرخ عليهم، ولا يتكلم بأسمائهم إلى حاكم البلد؛ خوفا على نفسه، ثم يرسل إليهم يستفدي منهم ما أخذوه بما أرادوا .. ولاه المجاهد أبيات حسين، فشردهم عن البلاد، وأمنت البلد معه أمانا شديدا، حتى كان أهلها يلعبون ويغنون:


(١) «العقود اللؤلؤية» (٢/ ٩٦)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ١٤٣).
(٢) «العقود اللؤلؤية» (٧٢/ ٢ - ١٠٠)، و «طراز أعلام الزمن» (٣/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>