للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطواشي فقال: إنه أول من نزل، فعجب سيف الإسلام من حزمه وعزمه ودينه وقال: كان ينبغي استخلافه على الحصن.

ولم يزل جوهر بأرض الحبشة إلى أن توفي بها لبضع وتسعين وخمس مائة، والله سبحانه أعلم.

٢٦٨٣ - [العماد الكاتب] (١)

أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني، المعروف بالعماد الكاتب، الوزير الفاضل.

تفقه بالمدرسة النظامية، وأتقن الخلاف وفنون الأدب، وسمع الحديث.

ولاه الوزير ابن هبيرة النظر بالبصرة، ثم بواسط، ثم انتقل إلى دمشق والسلطان يومئذ السلطان نور الدين محمود بن زنكي، فتعرف به، وعرف به السلطان صلاح الدين ووالده، ونوه بذكره القاضي كمال الدين الشهرزوري عند السلطان نور الدين، وعدد عليه فضائله، وأهله لكتابة الإنشاء.

قال العماد: فبقيت متحيرا في الدخول فيما ليس من شأني ولا وظيفتي.

وقال غيره: لم يكن قد مارس هذه الصناعة، فجبن عنها في الابتداء، فلما باشرها ..

هانت عليه، وأجاد فيها، وأتى فيها بالغرائب، وكان ينشئ الرسائل باللغة العربية والعجمية أيضا، وحصل بينه وبين صلاح الدين مودة أكيدة، وعلت منزلته عند نور الدين، وصار صاحب سره، وسيره رسولا في أيام الخليفة المستنجد، فلما عاد .. فوض إليه التدريس في المدرسة المعروفة به، ثم رتبه في إشراف الديوان، ثم لما تسلم صلاح الدين قلعة حمص .. حضر بين يديه، وأنشده قصيدة، ثم لازمه، وترقى عنده حتى صار في جملة الصدور المعدودين، والأماثل الممجدين، يضاهي الوزراء، ويجري في مضمارهم، وكان القاضي الفاضل لاشتغاله بالقيام بالمصالح ينقطع في أكثر الأوقات عن خدمة السلطان صلاح الدين والعماد ملازم للباب، وهو صاحب السر المكتوم.

وله التصانيف النافعة، منها: «خريدة القصر وجريدة العصر» جعله ذيلا على «زينة


(١) «معجم الأدباء» (٧/ ١٠)، و «الكامل في التاريخ» (١٠/ ١٨٢)، و «كتاب الروضتين» (٤/ ٤٨٥)، و «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ٣٩٢)، و «وفيات الأعيان» (٥/ ١٤٧)، و «العبر» (٤/ ٢٩٩)، و «الوافي بالوفيات» (١/ ١٣٢)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٩٢)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٣٧)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٥٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>