للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطنب الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي في فضائله ومناقبه، وله في مدحه القصائد الطنانة، وهو جدير بذلك، وذكر له كرامات كثيرة، قال: (منها ما أخبرني بعض أصحابه وأولاده، واستفاض في جهته وبلاده، أنه قال لأمراء زمانه الطاغين في مكانه: إن لم تنتهوا عن كذا وكذا من المعاصي والمظالم وإلا .. جاءتكم النار، فقيل له: متى تجيء النار؟ قال: ليلة الجمعة، فلما كان سحر ليلة الجمعة .. طلع مؤذن الجامع المنارة ليذكر، فرأى نارا مقبلة من الجو مثل المنارة تدنو إليهم قليلا قليلا، فصاح: ألا جاءكم ما أوعدكم به الشيخ علي، فخرج الأميران في ذلك الوقت، وقصدا الشيخ، وكان نازلا خارج البلد في بيت وحده، فأظهرا له التوبة، وبكيا وتضرعا، ومرغا خدودهما على الرماد بين يديه، وإذا بالنار قد انقسمت نصفين، فذهب أحدهما في جهة، والنصف الآخر في جهة راجعين عن البلاد برحمة الرحمن الجواد.

ومنها: أن شخصا يسمى ثابتا قعد للشيخ في طريقه إلى الجمعة، فلما مر عليه الشيخ قاصدا الجامع لصلاة الجمعة .. أطلق ثابت لسانه فيه وسبه، فهم بعض أصحاب الشيخ بالبطش بثابت، فقال لهم الشيخ: دعوه، معه ما يكفيه، فاشتعل في الحال نارا، فأخذ من حضر ماء، فجعلوا يصبون على تلك النار لتنطفئ، فأحرقت ما شاء الله من جسمه ولحيته) (١).

توفي الشيخ علي المذكور سنة ثمان وأربعين وسبع مائة (٢).

٤٠٢٧ - [المظفر أمير حاج ابن قلاوون] (٣)

الملك المظفر أمير حاج بن الناصر محمد بن قلاوون.

ولي ملك مصر عند خلع أخيه شعبان، كان في حبس أخيه شعبان، فأخرج من الحبس، وسلطنوه، وحبسوا شعبان مكانه، فأقام في المملكة سنة وثلاثة أشهر وعشرة أيام، ثم أمسك.


(١) «مرآة الجنان» (٤/ ٣١٦).
(٢) في «شذرات الذهب» (٨/ ٢٢٧): توفي سنة (٧٤١ هـ‍).
(٣) «الوافي بالوفيات» (١١/ ٢٣٧)، و «أعيان العصر» (٢/ ١٧٦)، و «البداية والنهاية» (١٤/ ٦٤٩)، و «السلوك» للمقريزي (ج /٢ ق ٧١٣/ ٣)، و «الدرر الكامنة» (٢/ ٣)، و «النجوم الزاهرة» (١٠/ ١٧٨)، و «المنهل الصافي» (٥/ ٥٠)، و «شذرات الذهب» (٨/ ٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>