للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحلى الحديث أحاديثهن ... فزد لا قضى الله منها المآرب

فهن الصوادق إن أوعدن‍ ... ك وإن وعدنك فهن الكواذب

وهن الندامى إذا ما الدّنا ... ن لها حبب مثل نار الحباحب

وهي طويلة، تغزل فيها بوصف الخمر والساقي، وقال في التخلص من الغزل إلى المدح:

وساق يسل ظبا مقلتي‍ ... هـ كسل المجاهد بيض القواضب

توفي الأديب المذكور لنيف وخمسين وسبع مائة.

٤٠٣٩ - [الوزير موفق الدين اليحيوي] (١)

الوزير موفق الدين أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد بن عمر اليحيوي.

كان فقيها نبيها، عاقلا كاملا، رئيسا جوادا، فصيحا، خطاطا، كامل الأوصاف، جمع له المجاهد بين الوزارة وقضاء الأقضية.

ولما عزم المجاهد للحج سنة إحدى وخمسين .. جعله مقدما في تعز وأعمالها، وندب معه قطعة من العسكر، وجعل الطواشي أهيف نائبا في حصن تعز، والطواشي بارعا نائبا في حصن أرياب، فلما لزم المصريون المجاهد، وساروا به إلى الديار المصرية .. وقع في اليمن اضطراب شديد، وكان الوزير إذ ذاك بجبلة، فنزل إلى تعز، واجتمع بالطواشي أهيف في حصن تعز، ثم نزل إلى بيته، فلما علم الطواشي بارع بنزول الوزير من جبلة إلى تعز ..

نزل هو أيضا من أرياب يريد تعزّ، فلما صار بالجند .. كتب إليه الطواشي أهيف: أعلمني ما سبب نزولك عن عهدتك؟ وما مرادك بجمع العسكر؟ فلم يجد عذرا يقيمه غير الوزير، فكتب إلى أهيف: إن الوزير كتب إلي بأن أصل بعسكر الجبل، فوصلت بهم، فإن تأمرني بالوصول .. وصلت، وإن تأمرني بالرجوع .. رجعت، ولم يكن الوزير كتب إليه بشيء من ذلك، وإنما جعله عذرا، فرسم الطواشي أهيف على الوزير وحبسه عنده في الحصن، ثم قبض أمير الحصن وهو علي بن محمد القاهري وكاتبه ونقيبه وحبسهم، فلما علم الطواشي بارع بما اتفق للوزير والجماعة .. سرى من الجند ليلا، فأصبح في المجاهدية بتعز


(١) «العطايا السنية» (ص ٤٠٤)، و «العقود اللؤلؤية» (٢/ ٨٧)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٣٤)، و «هجر العلم» (٣/ ١٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>