للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومات أخو الوزير القاسم، فقال البسامي المذكور مخاطبا لأبي الوزير: [من مخلع البسيط]

قل لأبي القاسم المرزّا ... قابلك الدهر بالعجائب (١)

مات لك ابن وكان زينا ... وعاش ذو الشين والمعائب

حياة هذا كموت هذا ... فلست تخلو من المصائب

يعني: أن حياة ابنك الوزير مصيبة، كما أن موت أخيه مصيبة، ودخل الوزير المذكور على المعتضد، والمعتضد ينشد هجاءه المذكور، فاستحيا المعتضد منه وقال: اقطع لسان ابن بسام، فخرج الوزير مبادرا لقطع لسانه، فاستدعاه المعتضد وقال: اقطع لسانه بالبر والشغل، ولا تعرض له بسوء، فولاه البريد وبعض الأعمال.

ومن قوله هجاء لبعض الكتاب: [من الكامل]

تعس الزمان لقد أتى بعجاب ... ومحا رسوم الظرف والآداب

وأتى بكتّاب لو انبسطت يدي ... فيهم رددتهم إلى الكتّاب

توفي سنة إحدى وثلاث مائة.

١٤٠٩ - [أبو الفضل ابن الفرات] (٢)

أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر، المعروف بابن الفرات، وزير الإخشيدية بمصر مدة إمارة كافور، وبعد كافور، وكان عالما ومحبا للعلماء.

حدث عن محمد بن هارون الحضرمي وطبقته، وكان يملي الحديث بمصر وهو وزير، وقصده الأفاضل من البلدان الشاسعة، وبسببه سار الحافظ الدارقطني من العراق إلى مصر، ولم يزل عنده حتى فرغ من تأليف «مسنده»، وله تواليف في أسماء الرجال والأنساب وغير ذلك، ومدحه المتنبي مع كافور.

وكان كثير الخير إلى أهل الحرمين، واشترى دارا بالمدينة ليس بينها وبين الضريح الشريف سوى جدار واحد، وأوصى أن يدفن فيها، وقرر مع الأشراف ذلك، ولما مات في سنة إحدى وثلاث مائة .. حمل تابوته وخرجت الأشراف إلى لقائه؛ وفاء بما أحسن إليهم،


(١) المرزّأ: الذي تصيبه المصائب في نفسه وماله وأهله.
(٢) سيعيد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة في وفيات سنة (٣٩١ هـ‍)، وهو موضعها الصحيح، فانظر مصادر الترجمة هناك (٣/ ٢٧٦)، وإنما ذكره هنا تبعا لليافعي في «مرآة الجنان» (٢/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>