للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحوادث]

[السنة الحادية بعد السبع مائة]

فيها: توفي الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد العباسي أمير المؤمنين، ودفن عند السيدة نفيسة، وكانت خلافته أربعين سنة وشهرا، وعهد بالخلافة بعده إلى ولده المستكفي بالله أمير المؤمنين، وقوي تقليده بعد عزاء والده، وخطب له على المنابر.

وفيها: توفي الإمام علي بن محمد اليونيني ببعلبك شهيدا، وشيخ الحنفية العلامة ركن الدين عبد الله بن محمد السمرقندي.

وفيها: وقع جراد لم يسمع بمثله إلى دمشق، ترك غالب الغوطة عصيا مجردة، ويبست أشجار خارجة عن الانحصار (١).

وفيها: توفي علي ابن تيمية، وخديجة بنت الرضي، والتقي ابن مؤمن، والوجيه ابن منجا، والأبرقوهي، وأبو نمي صاحب مكة.

وفيها: بنى الشيخ محمد بن عمر-يعني: أبا عباد-داره بصفح الحول، وهو أول دار بني بالغرفة، ثم بنى الناس بعده، وسكنها الناس بعد ذلك (٢).

***

[السنة الثانية]

فيها: طرق قازان الشام في نحو أربعة آلاف، فلاقاه السلطان في ألف وخمس مائة، فالتقيا بعرض، ونصر الله الإسلام وأهله، وقتل من التتار خلق كثير، وأسر مقدمهم، وتأخر جند الأطراف إلى حمص، ثم جهز قازان جيوشه مع نائبه خطلو شاه، فسافر إلى مرج دمشق، وتأخر المسلمون، وبات أهل دمشق في بكاء وخطب شديد واستغاثة بالله تعالى، وقدم السلطان، وانضمت إليه جيوشه، وكان المصاف على مرج الصّفّر، فهزم العدو الميمنة، واستشهد رأس الميمنة الحسام أستاذ دار في جماعة أمراء، وثبت السلطان


(١) «دول الإسلام» (٢/ ٢٣٣)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٣٥)، و «البداية والنهاية» (١٤/ ٤٢٦)، و «غربال الزمان» (ص ٥٧٥).
(٢) «تاريخ شنبل» (ص ١١٠)، و «جواهر تاريخ الأحقاف» (٢/ ١٣٩)، و «تاريخ حضرموت» للحامد (٢/ ٦٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>