شيخ المراوزة، متأخر الوفاة، أخذ عنه القاضي حسين، والشيخ أبو محمد الجويني وغيرهما، وتوفي سنة سبع عشرة وأربع مائة.
ولهم شاشي غير القفال، وهو فخر الإسلام محمد بن أحمد، مصنف «المستظهري»، أخذ عن الشيخ أبي إسحاق، وابن الصباغ، وتوفي سنة سبع وخمس مائة، والله سبحانه أعلم.
١٦٣٨ - [المعزّ العبيدي](١)
المعز لدين الله أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بن المهدي العبيدي، صاحب المغرب والديار المصرية.
لما افتتح مولاه جوهر سجلماسة مع فاس وسبتة إلى البحر المحيط، وخطب له في جميع بلدان المغرب، وبلغه موت كافور الإخشيذي صاحب مصر .. جهز جوهرا المذكور بالجيوش والأموال، قيل: خمس مائة ألف ألف دينار، وأنفقها على جميع قبائل العرب حتى البربر، فأخذ جوهر الديار المصرية، وبنى القاهرة المعزية، ووصلت البشائر إليه في رمضان سنة ثمان وخمسين بفتح الديار المصرية، ودخول عساكره إليها، وانتظام الحال بمصر والشام والحجاز، وإقامة الدعوة له بهذه المواضع، فسر بذلك سرورا عظيما، واستخلف على إفريقية، وخرج متوجها إلى ديار مصر بأموال جمة جليلة المقدار، ورجال عظيمة الأخطار، فدخل الإسكندرية لست بقين من شعبان سنة اثنتين وستين، وركب فيها ودخل الحمام، وقدم عليه قاضي مصر أبو طاهر وأعيان أهل البلاد، وسلموا عليه، وجلس لهم عند المنارة، وخاطبهم بخطاب طويل ذكر فيه: أنه لم يرد دخول مصر لزيادة في ملكه ولا لمال، وإنما أراد إقامة الحج والجهاد، وأن يختم عمره بالأعمال الصالحة، ويعمل بما أمر به جده صلّى الله عليه وسلم، ووعظهم حتى بكى بعض الحاضرين، وخلع على القاضي وبعض الجماعة، ثم ودعوه وانصرفوا، ورحل عنها في آخر شعبان، فنزل يوم السبت ثاني شهر رمضان على جزيرة ساحل مصر بالجيزة، فخرج إليه القائد جوهر، وترجل عند لقائه وقبل الأرض بين يديه، وأقام هنالك ثلاثة أيام، ثم رحل ودخل القاهرة، ولم يدخل مصر
(١) «المنتظم» (٨/ ٤٠٢)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٣٣٨)، و «وفيات الأعيان» (٥/ ٢٢٤)، و «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ١٥٩)، و «تاريخ الإسلام» (٢٦/ ٣٤٨)، و «العبر» (٢/ ٣٤٥)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٣٨٣)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٣٤٧).