للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسائر الطريق، ثم كلامه يوم بدر، ويوم الحديبية حين اشتبه الأمر على غيره في تأخر دخول مكة، ثم بكاؤه حين قال صلّى الله عليه وسلم: «إن عبدا خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده» (١)، ثم ثباته في وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وخطبته الناس وتسكينهم، ثم قيامه في قبة البيعة لمصلحة المسلمين، واهتمامه وثباته في تنفيذ جيش أسامة بن زيد إلى الشام وتصميمه في ذلك، ثم ثباته في قتال أهل الردة ومناظرته للصحابة حتى حجّهم بالدلائل وشرح الله صدورهم بما شرح له صدره من الحق؛ وهو قتال أهل الردة، ثم تجهيز الجيوش إلى الشام والعراق لفتوحه وإمدادهم بالأمداد، ثم تفرّسه في عمر واستخلافه على المسلمين، ووصيته له واستيداعه الله للأمة.

وأما زهده وورعه وخوفه ومراقبته ويقينه وعلمه وتواضعه .. فأمر معلوم، وكذا فضائله وكراماته-رضي الله عنه-أشهر من أن تذكر.

ولد رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث سنين تقريبا، وتوفي ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، ومدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وخمسة أيام، وعمره ثلاث وستون سنة، رضي الله عنه.

١٩٥ - [عتّاب بن أسيد] (٢)

عتّاب بن أسيد-بفتح الهمزة وكسر السين-ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي.

أسلم يوم الفتح، واستعمله النبي صلّى الله عليه وسلم على مكة حين انصرف عنها وهو ابن عشرين سنة، ولم يزل واليا عليها حتى توفي بها في سنة ثلاث عشرة، قيل: توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنهما، وهو يوم الاثنين لثمان بقين من جمادى الآخرة (٣)، وقيل: جاء نعي أبي بكر إلى مكة يوم دفن عتاب.


(١) أخرجه البخاري (٣٩٠٤)، ومسلم (٢٣٨٢).
(٢) «طبقات ابن سعد» (٦/ ٣٤)، و «طبقات خليفة» (ص ٤٠)، و «المعارف» (ص ٢٨٣)، و «الاستيعاب» (ص ٥٨٣)، و «التبيين» (ص ١٩٨)، و «أسد الغابة» (٣/ ٥٥٦)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٣١٨)، و «تهذيب الكمال» (١٩/ ٢٨٢)، و «تاريخ الإسلام» (٣/ ٩٧)، و «توضيح المشتبه» (١/ ٢١٢)، و «العقد الثمين» (٦/ ٣)، و «الإصابة» (٢/ ٤٤٤).
(٣) في الأصول: (الأولى)، وقد تبع المؤلف في ذلك النوويّ في «تهذيب الأسماء واللغات»، وصوابه ما أثبت، كما مرّ في ترجمة الصّديق رضي الله عنهما، وأما تاريخ سنة وفاته .. فقد عارض الحافظ ابن حجر ذلك، ورجح أنه توفي في-

<<  <  ج: ص:  >  >>