للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوزير المذكور حمل عز الدولة على محاربة عضد الدولة، فالتقيا على الأهواز، فانكسر عز الدولة، فنسب ذلك إلى رأيه ومشورته، وفي ذلك يقول أبو غسان الطبيب بالبصرة: [من الطويل]

أقام على الأهواز خمسين ليلة ... يدبر أمر الملك حتى تدمّرا

فدبّر أمرا كان أوله عمى ... وأوسطه بلوى وآخره خرا

ثم ترددت الرسل بين عز الدولة وعضد الدولة بالصلح على أن يسلم الوزير ابن بقية إلى عضد الدولة، فلما قبض عليه .. سمل عينيه، فلزم بيته، ثم طلبه بعد ذلك، فرماه بين أرجل الفيلة، فمات من ذلك فصلبه، وذلك في سنة ثمان وستين وثلاث مائة، ولم يزل مصلوبا إلى أن توفي عضد الدولة، فأنزل عن الخشبة، ودفن في موضعه، فقال فيه أبو الحسن ابن الأنباري: [من البسيط]

لم يلحقوا بك عارا إذ صلبت بلى ... باءوا بإثمك ثم استرجعوا ندما

وأيقنوا أنهم في فعلهم غلطوا ... وأنهم نصبوا من سؤدد علما

فاسترجعوك وواروا منك طود علا ... بدفنه دفنوا الإفضال والكرما

لئن بليت فلا تبلى نداك ولا ... ينسى وكم هالك ينسى إذا عدما

تقاسم الناس حسن الذكر فيك كما ... ما زال مالك بين الناس منقسما

١٦٥٣ - [الرّوذباري الصوفي] (١)

أبو عبد الله أحمد بن عطاء الرّوذباري، الشيخ الكبير، شيخ الصوفية.

توفي سنة تسع وستين وثلاث مائة.

١٦٥٤ - [أبو سهل الصّعلوكي] (٢)

محمد بن سليمان النيسابوري أبو سهل الصعلوكي، الإمام الكبير، شيخ الشافعية بخراسان.


(١) «طبقات الصوفية» للسلمي (ص ٤٩٧)، و «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٢٢٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٦/ ٤١٠)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٣٩٢)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٣٥٦)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٣٧٢).
(٢) «وفيات الأعيان» (٤/ ٢٠٤)، و «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٢٣٥)، و «تاريخ الإسلام» (٢٦/ ٤٢٣)، و «العبر» (٢/ ٣٥٨)، و «طبقات الشافعية» (٣/ ١٦٧)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>