للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحوادث]

[السنة الحادية والأربعون بعد المائتين]

فيها: ماجت النجوم في السماء، وجعلت تتطاير شرقا وغربا كالجراد، من قبل غروب الشمس إلى الفجر، ولم يكن مثله إلا عند ظهور النبي صلّى الله عليه وسلم (١).

وفيها: أغارت البجة على حرس من أرض مصر، فوجه إليهم محمد بن عبد الله القمي، ووضع السيف فيهم، وقدم بملكهم علي بابا على المتوكل، وأرض البجة لا خراج فيها ولا ارتفاع، وإنما عندهم معادن الذهب يستخرجها المسلمون فيؤخذ مما يستخرج الخمس، وبين أرضهم وأرض الإسلام مسيرة شهر في قفر وجبال وعرة لا ماء فيها ولا زرع ولا معقل ولا حصن، والذي يدخلها من المسلمين وأصحاب السلطان يتزودون للمدة التي يقيمونها هناك، فإن نفدت الميرة ولم يعد إلى بلاد الإسلام .. أخذته البجة بالأيدي (٢).

وفيها: توفي الإمام الكبير الشهير أحمد بن محمد بن حنبل، والإمام أبو علي الحسن بن حماد الحضرمي البغدادي سجادة، والحافظ أبو قدامة عبيد الله بن سعيد، وجبارة بن المغلس، وأبو توبة الحلبي، ويعقوب ابن كاسب.

***

[السنة الثانية والأربعون بعد المائتين]

فيها: كانت الزلازل بنيسابور، فسقطت دار الإمارة، وأصحر الناس عن المنازل، وزلزلت قومس ورساتيقها حتى بلغت إلى الري وجرجان وطبرستان وأصبهان وقاشان كلها في وقت واحد، وزلزلت الدامغان، فهلك من أهلها خمسة وأربعون ألفا، وقيل: مات ألف من الناس وأكثر.

وكان بفارس والشام زلازل منكرة، وباليمن زلزلة وخسف، وتقطعت جبال، ودنا بعضها من بعض، وسار جبل باليمن عليه مزارع حتى أتى مزارع قوم آخرين، وسمع للسماء والأرض أصوات عالية، ووقع طائر أبيض دون الرخمة وفوق الغراب على علّيّة بحلب لسبع


(١) «تاريخ الطبري» (٩/ ٢٠١)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ١٥١).
(٢) «تاريخ الطبري» (٩/ ٢٠٣)، و «المنتظم» (٦/ ٤٨٧)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>