للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الجمعة وخطب، ثم ألبس السلطان خلعة بيده وطوّقه، وأمر له بكتابة تقليد بالأمر، وركب السلطان بتلك الخلعة الخليفية، وزينت القاهرة.

وهو الثامن والثلاثون من خلفاء بني العباس.

وكان جسيما شجاعا، عالي الهمة، رتب له السلطان أتابكا، وأستاذ دار، وحاجبا وكاتب إنشاء، وجعل له خزانة، ومائة فرس، وثلاثين بغلا، وستين جملا، وعدة مماليك، فلما قدم دمشق وسار إلى العراق .. استماله الحاكم بأمر الله العباسي، وأنزله معه في دهليزه، ثم دخل المستنصر هيت، ثم التقى المسلمون والتتار، فانهزم التركمان والعرب، وأحاطت التتار بعسكر المستنصر، فحرقوا وساقوا، فنجا طائفة منهم الحاكم، وقتل المستنصر، وقيل: عدم ولم يعلم ما جرى له، وقيل: قتل ثلاثة من التتار، ثم تكاثروا، فاستشهد رحمه الله، وذلك في سنة ستين وست مائة.

٣٠٩٨ - [عزّ الدين بن عبد السلام] (١)

الشيخ الفقيه الإمام العلامة المفتي المدرس القاضي الخطيب سلطان العلماء، وفحل النجباء، المقدم في عصره على سائر الأقران، بحر العلوم والمعارف، والمعظم في البلدان، ذو التحقيق والإتقان، شيخ الإسلام عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي.

قال أهل الطبقات: سمع من عبد اللطيف بن أبي سعد، والقاسم بن عساكر، وجماعة.

وتفقه على الفقيه الإمام العلامة فخر الدين بن عساكر، وبرع في الفقه والأصول والعربية، واختلاف المذاهب والعلماء، وأقوال الناس ومآخذهم حتى قيل: بلغ رتبة الاجتهاد المطلق، ورحل إليه الطلبة من سائر البلاد.

وممن أخذ عنه الإمام شرف الدين الدمياطي، والقاضي الإمام المفيد تقي الدين ابن دقيق العيد وغيرهما.


(١) «ذيل مرآة الزمان» (١/ ٥٠٥)، و «تاريخ الإسلام» (٤٨/ ٤١٦)، و «العبر» (٥/ ٢٦٠)، و «الوافي بالوفيات» (١٨/ ٥٢٠)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٥٣)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٢٠٩)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٧٤)، و «المنهل الصافي» (٧/ ٢٨٦)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>