للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: إن ابن الرومي هجا المفضل المذكور فقال: [من الخفيف]

لو تلففت في كساء الكسائي ... وتفريت فروة الفراء

وتخللت بالخليل وأضحى ... سيبويه لديك رهن سباء

وتكونت من سواد أبي الأس‍ ... ود شخصا يكنى أبا السوداء

لأبى الله أن يعدك أهل ال‍ ... علم إلا في جملة الأغبياء

فلما بلغ هذا الهجاء الوزير إسماعيل بن بلبل .. شق عليه، وحرم ابن الرومي عطاياه؛ لأن المفضل المذكور كان له اتصال بالوزير المذكور.

١٤٣٩ - [الوزير ابن كلس] (١)

أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن إبراهيم، وزير العزيز بن المعز العبيدي صاحب مصر.

قالوا: كان يعقوب يهوديا، يزعم أنه من أولاد هارون بن عمران أخي موسى صلوات الله على نبينا وعليهم وسلم، وقيل: بل يزعم أنه من ولد السموءل بن عادياء اليهودي، صاحب الحصن المعروف بالأبلق الذي يضرب به المثل في الوفاء بالعهد، وتنسب إليه أبيات منها: [من الطويل]

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل

فقدم بيعقوب المذكور أبوه من بغداد إلى مصر، وقد تعلم الكتاب والحساب، فجعله كافور الإخشيدي على عمارة داره، فلما رأى كافور نجابته وشهامته وصيانته ونزاهته وحسن إدراكه .. استحضره وأجلسه في ديوانه الخاص، وتقدم كافور إلى سائر الدواوين ألاّ يمضي دينار ولا درهم إلا بتوقيعه، فوقع في كل شيء، وكان يبر ويصل من اليسير الذي يأخذه، كلّ هذا وهو على دينه.

ثم إنه أسلم يوم الاثنين لثمان عشرة مضت من شعبان سنة ست وخمسين وثلاث مائة، ولزم الصلاة ودراسة القرآن، ورتب لنفسه رجلا من أهل العلم يبيت عنده، ويصلي به،


(١) سيعيد المصنف رحمه الله تعالى ترجمته في وفيات سنة (٣٨٠ هـ‍) في مكانها الصحيح، فانظر مصادر ترجمته هناك (٣/ ٢٣١)، وإنما ذكرها هنا تبعا لليافعي في «مرآة الجنان» (٢/ ٢٥٠) كما نبه عليه في آخر الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>