للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسود بهجر نيفا وعشرين سنة، ولما قلع الحجر .. قال شعرا يدل على عظيم زندقته حيث يقول: [من الطويل]

فلو كان هذا البيت لله ربنا ... لصب علينا النار من فوقنا صبا

لأنا حججنا حجة جاهلية ... محللة لم تبق شرقا ولا غربا

وإنا تركنا بين زمزم والصفا ... جنائز لا تبغي سوى ربها ربا

وشعر هذا الزنديق مشهور في التواريخ (١).

قال الشيخ اليافعي: (وكانت فتنة القرامطة قد عمت كثيرا من الآفاق من اليمن والشام والعراق، وكان من دعاتهم في اليمن الزنديق علي بن الفضل، ما زال يدعو إلى مذهبهم مظهرا مذهب الرفض، وفي قلبه الكفر المحض-وقد تقدم ذكره في التراجم (٢) -وكان ظهور مذهب القرامطة إحدى فتنتين عظيمتين، والفتنة الثانية: أن الشريف الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم لما ملك صعدة ومخاليف صنعاء .. دعا الناس إلى التشيع عند استقراره في صنعاء، وهذه الفتنة أهون من الأولى، وكان أهل اليمن صنفين: إما مفتون بهم، وإما مخالف لهم متمسك بأحكام الشريعة) (٣).

وفيها: قتل بمكة الإمام أحمد بن الحسين شيخ الحنفية ببغداد.

وفيها: توفي المنجم المشهور الحاسب محمد بن جابر الرقي البتاني، ونصر بن أحمد الخبزأرزّي، والبغوي، وعلاّن المصري، ومحمد بن زبّان.

***

[السنة الثامنة عشرة بعد الثلاث مائة]

فيها: قبض على ابن مقلة، وأحرقت داره، وولي الوزارة سليمان بن الحسن (٤).

وفيها: مات نجح الطولوني بفارس، فقلد أبو طاهر محمد بن عبد الصمد الحرب بها وبكرمان.


(١) «المنتظم» (٨/ ٩٢)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧٤٢)، و «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٨٠)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٧١).
(٢) انظر (٣/ ١٣).
(٣) «مرآة الجنان» (٢/ ٢٧٢).
(٤) «الكامل في التاريخ» (٦/ ٧٥٠)، و «تاريخ الإسلام» (٢٣/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>