للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نون مفتوحة، ثم هاء-قرية من معشار تعز، يسكن بها جماعة من قومه إلى الآن، يعرفون بالأخاصر، أهل رئاسة، وكان علاء المذكور يعرف بالسلطان علاء، وانتقل إلى السّمكر، فأخذ في الجند عن ابن المبرذع وغيره، وبزبران عن ابن رفيد، وبتعز عن علي السرددي، وبجبلة عن محمد بن مصباح، وأخذ عن الشيخ أحمد بن علوان، وكان بينهما مودة واخوة، وأجازه في جميع مقروءاته ومنظوماته ومنثوراته، وكان إذا انقطع من زيارة ابن علوان .. وصله ابن علوان إلى السمكر، وأقام عنده أياما.

سأل ابن علوان عن أرجى آية في القرآن فقال: قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ}.

وكان صالحا، ذا محفوظات وروايات كثيرة من الأشعار والأخبار، متقنا فن الأدب، وأخذ عنه يوسف بن يعقوب الجندي والد المؤرخ وغيره.

بورك له في دينه ودنياه، يحكى أنه كان لا يزرع أرضه إلا على حساب، فكان لا يكاد يأتيه من أرضه شيء، وغالب أوقاته يشتري لدوابه ما يقيتهم، فقيل له: يا فقيه؛ دع عنك التنجيم في هذه السنة، وازرع توكلا على الله، فوقع ذلك في قلبه، فأمر بتوله (١) إذا ذرأ الناس .. أن يذرأ، ففعل ذلك، فجاءه زرع كثير، وغلة جيدة، فاستمر على ذلك إلى أن توفي على رأس ثمانين وست مائة) (٢).

٣٢٦٤ - [علي بن أحمد الجنيد] (٣)

علي بن أحمد بن محمد منصور الجنيد أبو الحسن.

تفقه بالفقيه حسن بن راشد، وبعمر بن يحيى وغيرهما.

وكان فقيها فاضلا، صالحا خيرا، امتحن بقضاء ذي أشرق، وإليه انتهى تدريسها.

يروى أنه كان يوما قاعدا في مجلس التدريس؛ إذ قال لأصحابه: نحن اليوم فقهاء، وغدا نكون صوفية، فلما كان اليوم الثاني .. قدم إليه جبريل الصوفي من أهل بعدان من


(١) البتول: الأجير الذي يعمل في حراثة الأرض عند الملاك وكبار المزارعين (لهجة يمنية).
(٢) «السلوك» (٢/ ٨٩).
(٣) «السلوك» (١/ ٤٤٥)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٢٢٠)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٣٠)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٦٤)، و «المدارس الإسلامية» (ص ١٣٧)، و «هجر العلم» (٢/ ٧٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>