للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جغري بك بن ميكائيل؛ لكون طغرلبك قد نص عليه، فمالت الأمراء إلى عضد الدولة ألب أرسلان بن داود، فخطب له ولأخيه سليمان من بعده.

ثم إن ألب أرسلان قبض على الوزير المذكور واعتقله في سنة ست وخمسين وأربع مائة، ثم قتله في آخر العام المذكور، وحمل رأسه إلى نيسابور.

وكان عميد الملك من رجال الدهر جودا وشجاعة، وشهامة وكتابة لولا ما كان فيه من التعنت على الأشعرية أهل السنة، حتى حمل السلطان على سبهم ولعنهم على المنابر، وتشتت أهل السنة في زمنه، وهاجر من هاجر منهم إلى الحرم وغيره كإمام الحرمين أبي المعالي الجويني، وزين الإسلام أبي القاسم القشيري وغيرهما من أئمة الهدى إلى أن كفاهم الله أمره بقتله، فتفرد الوزير نظام الملك الطوسي بوزارة ألب أرسلان، فأبطل ما عمله العميد من سب الأشعرية، ثم انتصر لأهل السنة، فتراجع أهل السنة إلى أوطانهم.

مدحه الشعراء، منهم: أبو الحسن الباخرزي، ولصرّدرّ قصيدة في مدح عميد الملك يقول في غزلها: [من الكامل]

أكذا يجازى ود كل قرين ... أم هذه شيم الظباء العين

قصّوا عليّ حديث من قتل الهوى ... إن التأسي روح كل حزين

ولئن كتمتم مشفقين لقد درى ... بمصارع العذري والمجنون

إلى أن قال بعد غزل طويل:

فإذا عميد الملك حلّى ربعه ... ظفرا بفأل الطائر الميمون

ملك إذا ما العزم حثّ جياده ... مرحت بأزهر شامخ العرنين

١٩٣٢ - [الحافظ النخشبي] (١)

عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ.

كان من كبار الحفاظ.

وتوفي سنة ست وخمسين وأربع مائة.


(١) «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٦٧)، و «تاريخ الإسلام» (٣٠/ ٣٩٩)، و «تذكرة الحفاظ» (٣/ ١١٥٦)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٧٨)، و «شذرات الذهب» (٥/ ٢٣٦)، وسيعيد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة بعد قليل بأبسط من هذا (٣/ ٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>