للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الرابعة والسبعون]

فيها: توفي شيخ الأدب التاج الصرخدي محمود بن عابد التميمي الشاعر المجيد، كان قانعا زاهدا معمرا، وشيخ الشيوخ سعد الدين الخضر بن عبد الله بن عمر ابن حمويه الجويني ثم الدمشقي، وأبو الثناء محمود بن عبد الله الزنجاني (١)، وأبو الفتح عثمان ابن عوف.

وفيها: ملك يماني بن أحمد بن لبيد سروم، وسار ابن مسعود إلى اليمن في جماعة من حرام ولم يرجعوا بأحد (٢).

وفيها: ولد القاضي محمد بن سعد أبو شكيل بالشحر (٣).

***

[السنة الخامسة والسبعون]

فيها: كاتبت أمراء الروم الملك الظاهر، وقوّوا عزمه على أخذ الروم، فسار وقطع البلاد، ثم وقع صاحب مقدمته سنقر الأشقر على ثلاثة آلاف من التتار، فهزمهم وأسر منهم، وأشرف الجيش من الجبال، فإذا بالتتار قد عبّؤوا أحد عشر طلبا، الطلب ألف فارس، فلما التقى الجمعان .. حملت ميسرتهم على سناجق السلطان-يعني راياته-وعطفوا على ميمنة السلطان، فرد فيها بنفسه، وحمل بها حملة صادقة، فترجلت التتار، وقاتلوا أشد قتال، فأخذتهم السيوف، وأحاطت بهم العساكر المحمدية حتى قتل أكثرهم، وقتل من أمراء المسلمين جماعة، ثم سار الملك الظاهر يخترق مملكة الروم، ونزل إليه ولاة القلاع، وقدم سنقر الأشقر لتطمئن الرعية، ثم وصل، فنصرته الروم، فتلقاه أعيانها، وترجلوا، ودخلها، وجلس على سرير ملكها، وصلّى الجمعة بجامعها، ثم بلغه أن أعداء الله عازمون على طلبه، فرحل عنها، فجرى بعده بالروم خبطة ومحنة عظيمة، فقصدهم أبغا ملك التتار وقال: أنتم باغون علينا، ووضع السيف فيهم، ولم يقبل لهم عذرا، فيقال: إنه قتل من الروم ما يزيد على مائتي ألف، وهم مسلمون، فإنا لله وإنا إليه راجعون (٤).


(١) مر التعليق عليه في التراجم أن الصواب في اسم أبيه: (عبيد الله)، انظر (٥/ ٣٤٤).
(٢) «تاريخ شنبل» (ص ١٠١)، و «تاريخ حضرموت» للكندي (١/ ٩٠)، و «تاريخ حضرموت» للحامد (٢/ ٥٠٧)، و «جواهر تاريخ الأحقاف» (٢/ ١٣٢).
(٣) «تاريخ شنبل» (ص ١٠١)، و «جواهر تاريخ الأحقاف» (٢/ ١٣٢).
(٤) «ذيل مرآة الزمان» (٢/ ١٧٥)، و «تاريخ الإسلام» (٥٠/ ٢٣)، و «العبر» (٥/ ٣٠٤)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>