للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: سار السلطان محمود بن محمد بن ملك شاه إلى خدمة عمه سنجر، فأطلق له دبيس بن صدقة من الاعتقال وقال: اعزل زنكي عن الموصل والشام، وولّ دبيسا، واسأل الخليفة أن يصفح عنه، فأخذه ورجع (١).

وفيها: توفي أبو علي الحسن بن صدقة الوزير، وزير الخليفة المسترشد، كان ذا حزم وعقل، ودهاء ورأي، وأدب وفضل، والحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد الإشبيلي.

وفيها: ظهير الدين طغتكين بن أتابك صاحب دمشق، وقام ابنه بوري بن طغتكين مقامه.

***

[السنة الثالثة والعشرون]

فيها: أصلح عماد الدين زنكي نفسه مع السلطان بأن يحمل للسلطان في السنة مائة ألف دينار وخيلا وثيابا، فأقره (٢).

وفي رمضان منها: هجم دبيس بن صدقة على نواحي بغداد وعلى الحلة، وبعث إلى المسترشد يقول له: إن رضيت عني .. رددت أضعاف ما ذهب من الأموال، فقصده عسكر محمود، فدخل البرية بعد أن أخذ من العراق نحو خمس مائة ألف دينار (٣).

وفيها: أخذ عماد الدين زنكي حماة، ثم نازل حمص، وأسر صاحبها وأخذه معه لمّا لم يقدر على أخذها، ورد إلى الموصل (٤).

وفيها: قتل بدمشق نحو ستة آلاف ممن كان يرمى بعقيدة الإسماعيلية، وذلك أن بهرام الأسدآبادي كان قد دخل الشام، وأضل خلقا كثيرا، وأقام داعيا بدمشق، فكثر أتباعه، وملك عدة حصون بالشام، ثم راسل الفرنج ليسلم إليهم دمشق فيما قيل، ويعوضوه بصور، وقرّر الباطنية بدمشق أن يغلقوا أبواب الجامع والناس في الصلاة، ووعد الفرنج أن يهجموا البلد حينئذ، فقتله بوري بن طغتكين-بفتح الطاء المهملة، وسكون الغين


(١) «المنتظم» (١٠/ ٢٢٩)، و «الكامل في التاريخ» (٩/ ١٣)، و «العبر» (٤/ ٢٢٨)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٥٠).
(٢) «المنتظم» (١٠/ ٢٣٣)، و «الكامل في التاريخ» (٩/ ١٥)، و «العبر» (٤/ ٥٢)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٢٩)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٦٩٨).
(٣) «المنتظم» (١٠/ ٢٣٤)، و «الكامل في التاريخ» (٩/ ١٦)، و «العبر» (٤/ ٥٢)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٢٩)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٦٩٨).
(٤) «الكامل في التاريخ» (٩/ ١٨)، و «العبر» (٤/ ٥٢)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>