للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ليلة الثالث من شهر رمضان: حصل بزبيد وقت الإفطار مطر عظيم كأفواه القرب، وكان فيها برق عظيم وصواعق مفزعة (١).

وفي شوال: قدم المنصور إلى زبيد وصحبته الأميران عمر بن عبد العزيز الحبيشي ومحمد بن عيسى البعداني، وكان الأمير بحير بن محمد بن وهبان قد تجهز إلى البلاد الشامية قبل قدوم المنصور بإشارته ومع الأمير بحير الأميران سليمان بن جياش السنبلي وهلال بن فهد المخلافي، والقاضي جمال الدين المحالبي، وكان الشيخ أحمد بن أبي الغيث بن حفيص قد هرب إلى قرية أبي عريش من قرى جازان، ثم ساقه القدر، فرجع إلى الزيدية مختفيا، فظفّر الله به، فأسره الأميران بحير وهلال بعد تعب عظيم وسياسة وسعي، وتوجه به الأمير هلال إلى زبيد، فدخل به زبيد عاشر عشرة من أولاده وأقاربه على جمل حاسر الرأس مقيدا في مستهل القعدة، ثم طلع بهم مقيدين صحبته إلى تعز، وقبل خروج المنصور إلى تعز أرسل جيشا إلى العبيد العامريين كانوا يقطعون الطريق ويخيفون السبيل، وأمر على الجيش أميرين: عمر بن عبد العزيز، وعلي بن محمد بن وهبان، فتوغل ابن وهبان في بلد العبيد، فحمل عليه العبيد، فقاتل قتالا شديدا حتى قتل أكثر العسكر الذين معه، وذلك في أوائل القعدة (٢).

وفي يوم الخميس رابع عشر الشهر المذكور: كان بمكة السيل المشهور، أخرب أكثر بيوتها، ودخل الحرم الشريف، فانغلق باب إبراهيم من شدة السيل، فانسد طريق الماء، وملأ الحرم الشريف، وبلغ إلى قفل باب الكعبة المشرفة، وحمل المنبر، ومات من الغرق بالحرم الشريف زهاء مائة نفس (٣).

***

[السنة الثامنة والثمانون]

في شهر صفر منها: توفي مؤذن مسجد الأشاعر بزبيد عبد الرحمن بن محمد المحنكل.

وفي الشهر المذكور: عدا الزيديون على الأمير هلال والشرف الأحمر ومن معهما من


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٦٢).
(٢) «بغية المستفيد» (ص ١٦٢).
(٣) «بغية المستفيد» (ص ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>