للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لقيت نفسك منك؟ قال: أما هذا .. فنعم، دعوتها إلى شيء من الطاعات فلم تجب، فمنعتها الماء سنة.

وكان يقول: لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتفع في الهواء .. فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود وآداب الشريعة.

قيل: إنه لم يتزوج قط.

وله مقالات علية، وكرامات سنية، ومجاهدات عظيمة، وشيم كريمة.

توفي سنة إحدى وستين ومائتين.

١٢٨٢ - [الإمام مسلم] (١)

مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، الإمام الحافظ، أحد أركان الحديث، ومصنف «الصحيح» وغيره.

قال رحمه الله: صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاث مائة ألف حديث مسموعة.

وقد فضل جماعة من المغاربة وغيرهم «صحيحه» على «صحيح البخاري» حتى قال أبو علي النيسابوري: ما تحت أديم السماء أصح من «كتاب مسلم» في علم الحديث.

وأكثرهم على أن «صحيح البخاري» أصح منه وأكثر فقها.

نعم؛ «صحيح مسلم» أحسن سياقا للروايات.

رحل مسلم رحمه الله تعالى إلى العراق والحجاز والشام ومصر، وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري، وأحمد ابن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهم.

وقدم بغداد، وروى عنه أهلها.

قال أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: لما استوطن البخاري نيسابور .. أكثر مسلم من الاختلاف إليه، فلما وقع بين محمد بن يحيى الذهلي وبين البخاري ما وقع في مسألة اللفظ، ونادى عليه، ومنع الناس من الاختلاف إليه حتى هجر، وخرج من نيسابور في تلك المحنة .. قطعه أكثر الناس غير مسلم؛ فإنه لم يتخلف عن زيارته، فأنهي إلى محمد بن


(١) «الجرح والتعديل» (٨/ ١٨٢)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (٢/ ٨٩)، و «وفيات الأعيان» (٥/ ١٩٤)، و «سير أعلام النبلاء» (١٢/ ٥٥٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٠/ ١٨٢)، و «تذكرة الحفاظ» (٢/ ٥٨٨)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١٧٤)، و «تهذيب التهذيب» (٤/ ٦٧)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>