للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو داود السجستاني: هو عتكي نزل زهران.

سمع فليح بن سليمان، وإسماعيل بن زكريا، وحماد بن زيد وغيرهم.

وروى عنه البخاري ومسلم وغيرهما.

وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقيل: في آخر سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

١١٥٢ - [يحيى بن يحيى الليثي] (١)

يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس الليثي الأندلسي أبو محمد، الإمام المالكي، المعتمد عليه في رواية «الموطأ» عن الإمام مالك.

سمع مالك بن أنس، ويحيى بن مضر، والليث، وابن عيينة وغيرهم، وروى عنه بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح وغيرهما.

وكان مالك يسميه عاقل الأندلس، وسبب ذلك: ما روي أنه كان في مجلس مالك مع جماعة من أصحابه، فقال قائل: جاء الفيل، فخرج أصحاب مالك كلهم لينظروا إليه ولم يخرج يحيى المذكور، فقال له مالك: لم لا تخرج فتراه؛ لأنه لا يكون بالأندلس؟ ! فقال: إنما جئت من بلدي لأنظر إليك وأعلم من هديك وعلمك، فأعجب به مالك، فسماه عاقل الأندلس، وانتهت إليه الرئاسة بالأندلس، وعنه انتشر بها مذهب مالك.

يحكى أن صاحب الأندلس عبث بجارية من جواريه في رمضان، ولم يملك نفسه أن وقع عليها، فجمع الفقهاء وفيهم يحيى بن يحيى المذكور، وسألهم عن كفارة ذلك، فأجابوه بعتق رقبة، وسكت يحيى، فقيل له: ما تقول في ذلك؟ فقال: حتى أعلم صاحب القضية من هو، فقيل له: هو السلطان، فقال: لا يجزئه إلا صوم شهرين متتابعين، فناظره الفقهاء الحاضرون في ذلك وقالوا: خالفت إمامك في ذلك، فقال: إنما المقصود من الكفارة الزجر عن العود إلى مثل ذلك، وسهل على السلطان أن يواقع كل يوم في رمضان ويعتق فيه ثلاثين رقبة، وإنه يكون الزجر لمثله صوم شهرين، فاستحسن السلطان جوابه واعتمده.

توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.


(١) «تاريخ علماء الأندلس» (٢/ ١٧٦)، و «جذوة المقتبس» (ص ٣٨٢)، و «وفيات الأعيان» (٦/ ١٤٣)، و «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٥١٩)، و «تاريخ الإسلام» (١٧/ ٤١٤)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١١٣)، و «الديباج المذهب» (٢/ ٣٣٣)، و «تهذيب التهذيب» (٤/ ٣٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>