قراءته، فلما انقضى المجلس .. أمر المظفر بالنداء بإبطال الخمر، فاعترضه بعض جلسائه في ذلك حتى صده عن ذلك الغرض.
وولي القضاء الأكبر في تهامة، واستخلف في كل بلد من يصلح للقضاء من أهل الفقه والصلاح والورع، وشرط على الجميع ألا يحكم أحد إلا بمحضر من الفقهاء، وولى صهره علي بن أحمد قضاء زبيد، فدخل عليه الفقيه إسماعيل بن محمد بيته، فوجد عنده ثيابا فاخرة لم يعرفها معه من قبل، فقال له: أنى لك هذه الثياب يا فلان؟ ! فقال له: من بركتك يا أبا الذبيح، فقال: ذبحني الله إن لم أعزلك، ثم عزله، فأقام في القضاء سنة، ثم عزل نفسه، وكتب إلى المظفر في شقف-وقيل: في عظم-: يا يوسف؛ قد عزلت نفسي، وكتب إليه مرة أخرى: يا يوسف؛ كثر شاكوك، وقل شاكروك، فإما عدلت، وإلا .. اعتزلت، وكان المظفر يقول لحجّابه: لا تتركوه يدخل علي حتى تستأذنوني؛ خوفا من أن يراه ملابسا ما يكرهه، فما شعر به إلا وقد دخل عليه من غير أن يراه الحجاب.
وله كرامات شهيرة، وإشارات شريفة.
ويروى أنه كان يقول: كل شيء قدرت على الزهد فيه إلا المرأة الحسناء والدابة النفيسة.
وكان يحضر مجلس الشيخ أبي الغيث بن جميل، وينتسب إليه في التصوف.
توفي بقرية الضّحي تاسع ذي الحجة سنة ست وسبعين وست مائة عن خمس وسبعين سنة فقط من غير زيادة ولا نقصان، نفع الله به آمين آمين آمين.
٣٢٢٧ - [عمر بن أبي بكر الناشري](١)
عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يعقوب الناشري الملقب نجم الدين.
تفقه بالفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمي، وكان فقيها فاضلا، عارفا كاملا، عاملا عالما، متعففا متواضعا، أشبه الناس بالفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمي.
حدثت له غيبة، فأوصاه الفقيه إسماعيل ألا يدع ركعتين في جوف الليل، فتزوج في
(١) «السلوك» (٢/ ٣٧١)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٤٠٢)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٦٥)، و «طبقات الخواص» (ص ٢٣٩)، و «هجر العلم» (٤/ ٢١٦٦).