للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فاضلا، فائق الخطّ، أوحد وقته، اهتم ولده نصر الله الكاتب المشهور بجمع شعره، فجمع منه ديوانا، وهو شعر حسن السبك، ومنه قوله وقد أضافه الحكيم أبو القاسم يوما، وزاد في خدمته وإكرامه، وكان في داره بستان وحمام، فأدخله فيهما، فقال: [من الكامل]

وافيت منزله فلم أر حاجبا ... إلا تلقّاني بسنّ ضاحك

والبشر في وجه الغلام أمارة ... لمقدّمات حياء وجه المالك

ودخلت جنّته وزرت جحيمه ... فشكرت رضوانا ورأفة مالك

قال ابن خلكان: (ثم إني وجدت هذه الأبيات للحكيم أبي القاسم هبة الله بن الحسين الأهوازي الطبيب الأصفهاني، ذكره العماد في «الخريدة») (١).

توفي أبو الفضل المذكور سنة ثمان عشرة وخمس مائة.

٢٢١٠ - [عبد الله الزبراني] (٢)

عبد الله بن أحمد بن محمد أبو محمد الهمداني الزبراني، نسبة إلى زبران-بفتح الزاي والموحدة والراء، ثم ألف ونون-قرية من بادية الجند على أكمة مرتفعة هنالك.

أخذ في بدايته عن الإمام أبي بكر بن جعفر بن عبد الرحيم المحائي مقدّم الذكر (٣)، ثم كان أول من لزم الدرس على الإمام زيد بن عبد الله اليفاعي، وبه تفقه، فلما علم الإمام زيد كماله وعدالته .. أذن له في الفتوى وإطلاق خطه على النوازل، وكان يفضله على أصحابه، وهو أستاذ الإمام يحيى بن أبي الخير صاحب «البيان».

ولما هاجر شيخه اليفاعي إلى مكة المشرفة .. ترافق هو والفقيه عبيد بن يحيى السهفني إلى تهامة، فلحقا بابن عبدويه، فقرأ عليه «المهذب» ومصنّفه «الإرشاد» في أصول الفقه، ولما رجع الإمام اليافعي إلى الجند .. لزم أيضا مجلسه، ولم يفارقه إلى أن توفي.

وكان فقيها كبيرا، عالما عاملا، حافظا.


= (٣٥/ ٤٢٠)، و «الوافي بالوفيات» (٨/ ٧٨)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٩٣).
(١) «وفيات الأعيان» (١/ ١٥٠).
(٢) «طبقات فقهاء اليمن» (ص ١٥٤)، و «السلوك» (١/ ٢٨٣)، و «العطايا السنية» (ص ٣٧٢)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٧/ ١٢٠)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٩١)، و «تحفة الزمن» (١/ ٢١٠)، و «هجر العلم» (٢/ ٩٢٨).
(٣) لم يترجم له المؤلف رحمه الله تعالى، وانظر ترجمته في «طراز أعلام الزمن» (٤/ ١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>