للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٩٥ - [الفضيل بن عياض] (١)

الفضيل بن عياض بن مسعود التيمي اليربوعي، الولي الكبير الشهير.

قال ابن المبارك: ما على الأرض أفضل من الفضيل.

وقال القاضي شريك: الفضيل حجة لأهل زمانه.

ولد بسمرقند، ونشأ بأبيور، قيل: كان في ابتداء أمره شاطرا يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدار إليها .. سمع تاليا يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} قال: بلى يا رب قد آن، فرجع، وآواه الليل إلى خربة فيها جماعة، فقال بعضهم: نرتحل، وقال بعضهم: حتى نصبح؛ فإن فضيلا في الطريق يقطع علينا، فآمنهم وبات معهم، ثم دخل الكوفة، فسمع الحديث من منصور بن المعتمر، والأعمش، وهشام بن حسان وغيرهم، وروى عنه القعنبي، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، وابن أبي عمر وأحمد بن عبدة وغيرهم، ثم انتقل إلى مكة فأقام بها إلى أن توفي سنة سبع وثمانين ومائة.

يحكى أن الرشيد قال له يوما: ما أزهدك! قال: أنت أزهد مني؛ لأني أزهد في الدنيا الفانية، وأنت تزهد في الآخرة الباقية.

وقال رحمه الله: لو أن الدنيا عرضت عليّ لا أحاسب عليها .. لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه.

وقال رحمه الله تعالى: العمل لأجل الناس رياء، وترك العمل لأجلهم شرك، والإخلاص: أن يعافيك الله منهما.

قال أبو علي الرازي: صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ولا متبسما إلا يوم مات ابنه علي، فقلت له في ذلك، فقال: إن الله تعالى أحب أمرا فأحببت ذلك الأمر، وكان ابنه المذكور شابا نجيبا من كبار الصالحين، قال: وددت أني في مكان أرى الناس


(١) «طبقات ابن سعد» (٨/ ٦١)، و «الجرح والتعديل» (٧/ ٧٣)، و «حلية الأولياء» (٨/ ٨٤)، و «تاريخ مدينة دمشق» (٤٨/ ٣٧٧)، و «وفيات الأعيان» (٤/ ٤٧)، و «تهذيب الكمال» (٢٣/ ٢٨١)، و «سير أعلام النبلاء» (٨/ ٤٢١)، و «تاريخ الإسلام» (١٢/ ٣٣١)، و «مرآة الجنان» (١/ ٤١٥)، و «تهذيب التهذيب» (٣/ ٣٩٩)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٣٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>