توفي صلّى الله عليه وسلم وله أربع أو خمس سنين، وأبوه عامر بن ربيعة من كبار الصحابة.
روى عبد الله عن أبيه، وعمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوف، وعائشة رضي الله عنهم.
وتوفي سنة خمس وثمانين.
قلت: ذكر الفقيه العلامة عبد الله بن محمد بن أحمد بافضل في كتابه المسمى:
«الكفاية»: (وهذا عبد الله هو الأصغر، وله أخ يسمى عبد الله أيضا، صحب النبي صلّى الله عليه وسلم، وهو الأكبر) اهـ والله أعلم.
٤٤٦ - [خالد بن يزيد بن معاوية] (١)
خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي.
كان متقنا لعلمي الطب والكيمياء، ومتفننا في غيرهما، أخذ الصناعة من رجل من الرهبان، وكان يحب زوجته رملة بنت الزبير بن العوام، فقال فيها من قصيدة طويلة: [من الطويل]
تجول خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خلخالا يجول ولا قلبا
أحب بني العوام من أجل حبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا
شكا إلى عبد الملك بن مروان من ابنه الوليد بأنه احتقر ابن عمه عبد الله بن يزيد؛ يعني: أخاه، فقال عبد الملك: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها} الآية، فقال خالد:
{وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها} الآية، فقال عبد الملك: أفي عبد الله تكلمني؟ ! والله؛ لقد دخل علي فما أقام لسانه لحنا، فقال خالد: أفعلى الوليد تعول؟ ! فقال عبد الملك:
إن كان الوليد يلحن .. فإن أخاه سليمان؛ أي: فصيحا ذكيا، فقال خالد: إن كان عبد الله يلحن .. فإن أخاه خالد، فقال له الوليد: اسكت يا خالد، فو الله ما تعد في العير ولا في النفير، فقال خالد: ويحك؛ فمن للعير والنفير غيري؟ ! جدي أبو سفيان صاحب العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير، ولكن لو قلت: غنيمات والطائف رحم الله عثمان ..
(١) «أسد الغابة» (٢/ ١١٣)، و «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٢٤)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٣٨٢)، و «تاريخ الإسلام» (٦/ ٥٥)، و «مرآة الجنان» (١/ ١٧٦)، و «تهذيب التهذيب» (١/ ٥٣٧)، و «الإصابة» (١/ ٤٦١)، و «شذرات الذهب» (١/ ٣٤٩).