كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

ذكر الأحداث لاستقبال سنة إحدى وعشرين إلى آخر أيام سنة طبقة العشرين الثانية من المائة الأولى من الهجرة - السنة الرابعة والثلاثون - ج: 1 - ص: 334

وفيها: صالح الأحنف بن قيس أهل بلخ على أربع مائة ألف درهم (١).

وفيها: توفي المقداد بن عمرو الكندي.

***

[السنة الرابعة والثلاثون]

فيها: أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاصي، ورضوا بأبي موسى الأشعري، وكتبوا إلى عثمان رضي الله عنه، فأمّره عليهم، ثم رد عليهم سعيدا، فخرجوا إليه ومنعوه دخول الكوفة (٢).

وفيها: غزا عبد الله بن أبي سرح من مصر في البحر الغزاة التي تسمى ذات الصواري، التقى المسلمون وعدوهم في البحر، فقربوا إلى الشط، وربطوا السفن بعضها إلى بعض، واقتتلوا أشد القتال، وكان الظفر للمسلمين، وجرح يومئذ قسطنطين ثلاث جراحات في عضده، وهرب من بقي من الروم (٣).

وفيها: ركب قسطنطين ملك الروم ابن هرقل البحر في ست مائة مركب، وقيل: في ألف مركب، فسلط الله عليهم قاصفا من الريح فأغرقهم، ونجا قسطنطين بنفسه حتى انتهى إلى صقلية، فقتلوه وقالوا: أفنيت رجالنا وقتلتهم وتنجو أنت؟ ! وقيل: إن ذلك جرى في السنة التي بعدها (٤).

وفيها: مات أبو طلحة الأنصاري، وعبادة بن الصامت، ومسطح بن أثاثة، وكعب الأحبار على خلاف (٥)، رضي الله عنهم.

وفيها: اجتمع القوم لمناظرة عثمان رضي الله عنه مما كانوا نقموا، فخرج في كل ما نقموا عليه بوجه صحيح، رضي الله عنه (٦).

***

---

(١) «تاريخ خليفة» (١/ ١٦٥)، و «تاريخ مدينة دمشق» (٢٤/ ٣١٥).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٣/ ٤٢٠)، و «مرآة الجنان» (١/ ٨٩)، و «البداية والنهاية» (٧/ ١٧٩).
(٣) «تاريخ الطبري» (٤/ ٢٨٨)، و «الكامل في التاريخ» (٢/ ٤٨٢)، و «البداية والنهاية» (٧/ ١٦٩)، وقيل: كانت هذه الغزوة سنة (٣١ هـ‍).
(٤) «تاريخ الطبري» (٤/ ٤٤١)، و «المنتظم» (٣/ ٣٢٣)، و «الكامل في التاريخ» (٢/ ٤٨٧).
(٥) ذكر المصنف رحمه الله تعالى في ترجمته (١/ ٢٩٦) أنه توفي سنة (٣٢ هـ‍) ولم يذكر غير ذلك، وذكر ابن حجر في «الإصابة» (٣/ ٢٩٩) أنه توفي-في قول-سنة (٣٤ هـ‍).
(٦) «تاريخ الطبري» (٤/ ٣٣٠)، و «الكامل في التاريخ» (٢/ ٥١٩)، و «البداية والنهاية» (٧/ ١٧٩).