للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقع فيما وقفت عليه من خط الفقيه المقرئ إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن عمر بن أحنبر الجبرتي الوادي: أن والده السلطان سعد الدين تولى المملكة في صفر من سنة ثمان وثمانين وسبع مائة، وأنه قتل شهيدا في سادس الحجة سنة سبع عشرة وثمان مائة، ومدة ولايته ثلاثون سنة إلا شهرين ينقص خمسة أيام، قال: ثم تولى بعده ولده السلطان صبر الدين سنة ست عشرة وثمان مائة، وكان بين ولايته وولاية أبيه سنة فترة، ثم نزل إلى سبارة، وتولى على المسلمين بعد الفترة بسنة، وتوفي سنة خمس وعشرين، ومدة ولايته عشر سنين مع الفترة.

انتهى المراد مما وقفت عليه من خط الفقيه إبراهيم، ولا شك في وهمه في ذلك في تاريخ ابتداء ولاية صبر الدين وفي مدة ولايته كما يعلم ذلك من انتهاء ولاية أبيه، والله سبحانه أعلم.

٤٢٣٠ - [العفيف المزرق] (١)

عبد الله بن علي بن موسى المكي المعروف بالمزرق، الملقب بالعفيف.

قال التقي الفاسي: (كان يخدم الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة، ويتوسط بينه وبين التجار بخير، وكان مخدومه يأتمنه ويحترمه ويكرمه، ونال وجاهة عند الناس، واكتسب دنيا وعقارا.

وكان فيه عقل ومروءة، وحسن عشرة للناس، بحيث يجمع بين صحبة شخصين متباعدين، وكل منهما يراه صديقا.

ولما حصل التنافر بين الشريفين بركات وإبراهيم ابني الشريف حسن بن عجلان .. بدا من العفيف المرزق ميل إلى الشريف إبراهيم، فلم يسهل ذلك بجماعة الشريف بركات، فأغراه بعضهم بقتله، ووافق الشريف على ذلك، فاستدعاه إلى منزله، ومسكه وضيق عليه، ثم شنق في حال غفلة من الناس ليلة عاشر رجب سنة ست وعشرين وثمان مائة، ودفن بالمعلاة، وتأسف الناس عليه كثيرا، سامحه الله تعالى.

وعاش أربعين سنة أو نحوها) (٢).


(١) «العقد الثمين» (٥/ ٢١٣)، و «الضوء اللامع» (٥/ ٣٥).
(٢) «العقد الثمين» (٥/ ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>