للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أمراء الأتراك قد استولوا على الأمر، وبقي المستعين مقهورا معهم، فتحول من سامراء إلى بغداد، فوجهوا يعتذرون إليه ويسألونه الرجوع، فامتنع، فأخرجوا المعتز من الحبس وحلفوا له، وجاء أخوه أبو أحمد إلى بغداد؛ لمحاصرة المستعين، واستعدى المستعين نائب بغداد محمد بن عبد الله بن طاهر للحرب، فسوروا بغداد من جميع جهاتها، ووقع القتال، ونصبت المجانيق، ودام الحصار، واشتد البلاء، وكثرت القتلى، وجهد أهل بغداد حتى أكلوا الجيف، وجرت وقائع عديدة بين الفريقين، قتل في وقعة منها نحو الألفين من البغاددة إلى أن كلّوا وضعف أمرهم، وقوي أمر المعتز بالله.

ثم تخلى ابن طاهر عن المستعين؛ لما رأى من البلاء، وكاتب المعتز، ثم سعوا في الصلح على خلع المستعين، فخلع المستعين نفسه لعشر بقين من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين ومائتين على شروط مؤكدة، ثم أنفذوه إلى واسط، فاعتقل تسعة أشهر، ثم أحضر إلى سامراء، فقتلوه في قادسية سامراء في آخر رمضان-أو في شوال-من سنة اثنتين وخمسين ومائتين، فمدة ولايته إلى أن خلع ثلاث سنين وثمانية أشهر وأيام، وعمره اثنتان وثلاثون سنة.

١٢٤٤ - [بندار العبدي] (١)

محمد بن بشار-بموحدة، ثم شين معجمة-ابن عثمان بن داود بن كيسان العبدي البصري أبو بكر، الملقب بندار؛ لأنه كان بندارا في الحديث (٢)، جمع حديث البصرة.

سمع محمد بن جعفر المعروف بغندر، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي.

وروى عنه الشيخان في «صحيحيهما»، وروى عنه غيرهما.

ولد سنة سبع وستين ومائة، وهي السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.


(١) «التاريخ الكبير» (١/ ٤٩)، و «الجرح والتعديل» (٧/ ٢١٤)، و «تهذيب الكمال» (٢٤/ ٥١١)، و «سير أعلام النبلاء» (١٢/ ١٤٤)، و «تاريخ الإسلام» (١٩/ ٢٧٥)، و «تهذيب التهذيب» (٣/ ٥١٩).
(٢) البندار في الاصطلاح: الحافظ، وفي الأصل: من يخزن البضائع للغلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>