للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠١٩ - [عبد الرحمن بن أبي الخير] (١)

عبد الرحمن بن أبي الخير بن جبر، الأول ضد الشر، والثاني ضد الكسر.

كان فقيها عالما صالحا، عارفا بالفقه، سيما كتب الغزالي، كان يقال له: فارس «الوسيط» ورائض «البسيط».

تفقه في الضّحي على الفقيه محمد بن إسماعيل الحضرمي.

وبه تفقه أبو الخير ابن جبر الآتي ذكره (٢).

كان الفقيه سالم إذا سئل عن صاحب الترجمة .. قال: ذاك من الراسخين في العلم.

وسئل بعض الفقهاء عنه فقال: حقيق بقول الشاعر: [من الكامل]

عقم النساء فما يلدن بمثله ... إن النساء بمثله عقم (٣)

كان يقوم كل ليلة بالقرآن الكريم في ركعتين.

قال الجندي: (أخبرني الفقيه أبو بكر بن أحمد الرنبول، عن الفقيه محمد أخيه، عن الفقيه أبي الخير-وكان أحد تلاميذه-: أنه سمعه يقول: كنت أسمع القصاص يقولون:

قال موسى: يا رب؛ اجعلني من أمة محمد، فأنكر ذلك في خاطري وأقول: ما هذا بالصحيح؛ فإن الله تعالى يقول: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي} وقال: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً}، وقال صلّى الله عليه وسلم: «كل أهل الجنة جرد مرد إلا موسى» (٤)، ثم قدر الله أني رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم في المنام وهو عن يميني وموسى عن شمالي، فقلت: يا موسى؛ أأنت قلت: رب؛ اجعلني من أمة محمد؟ ثم رجعت إلى نفسي: كيف أسأله بحضرة النبي صلّى الله عليه وسلم! فقلت للنبي:

يا رسول الله؛ هل قال موسى لربه: رب؛ اجعلني من أمة محمد؟ فسكت النبي صلّى الله عليه وسلم، فأعدت السؤال ثانيا، فسكت، فأعدت السؤال ثالثا، فقال صلّى الله عليه


(١) «السلوك» (٢/ ٤٤٧)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٥٣)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤١٢)، و «طبقات الخواص» (ص ١٦٨)، و «هجر العلم» (٣/ ١٢٦١).
(٢) انظر (٦/ ٣٤).
(٣) البيت لأبي دهبل الجمحي، انظر «عيون الأخبار» (١/ ٢٧٩).
(٤) أخرجه ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (٤/ ٤٨)، والعقيلي في «الضعفاء» (٢/ ٥٧٩)، وانظر «كشف الخفاء» (١/ ٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>