للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتغل ببغداد على إلكيا وابن الشاشي، ولقي جماعة من مشايخها، ثم رجع إلى إربل، وبنى له صاحبها مدرسة القلعة، فدرس بها زمانا، وهو أول من درس بإربل، وأقام بدمشق مدة.

وكان عارفا بالمذهب والفرائض والخلاف، فاضلا ورعا زاهدا صالحا عابدا متقللا من الدنيا.

وله تصانيف حسان في التفسير والفقه وغيرهما، وله كتاب ذكر فيه ستا وعشرين خطبة للنبي صلّى الله عليه وسلم بأسانيدها.

واشتغل عليه خلق كثير، وانتفعوا به، منهم الإمام أبو عمرو عثمان بن عيسى الهدباني الماراني، شارح «المهذب» المتقدم ذكره في سنة اثنتين وست مائة (١).

وتوفي أبو العباس المذكور ليلة الجمعة من سنة تسع عشرة وست مائة (٢)، فتولى موضعه ابن أخيه نصر بن عقيل، وكان فاضلا، وقد تخرج بعمه المذكور.

سخط عليه المعظّم صاحب إربل، فأخرجه منها، فانتقل إلى الموصل، فكتب إليه أبو الدر الرومي من بغداد-وكان صاحبه-: [من الطويل]

أيا بن عقيل لا تخف سطوة العدى ... وإن أظهرت ما أضمرت من عنادها

وأقصتك يوما عن بلادك فتية ... رأت فيك فضلا لم يكن في بلادها

كذا عادة الغربان تكره أن ترى ... بياض البزاة الشهب بين سوادها

أشار بذلك إلى الجماعة الذين سعوا به حتى غيروا خاطر الملك عليه.

٢٨٤٢ - [يونس الشيباني] (٣)

الشيخ يونس بن يوسف الشيباني، الشهير بالأحوال الباهرة، والكرامات الظاهرة.


(١) انظر (٥/ ٧).
(٢) كذا في «مرآة الجنان» (٤/ ٤٥) و «غربال الزمان» (ص ٥٠٢) و «شذرات الذهب» (٧/ ١٥٢)، والصواب: سنة (٥٦٧ هـ‍) كما في «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٣٨) و «تاريخ الإسلام» (٣٩/ ٢٦٤) و «الوافي بالوفيات» (١٣/ ٣٣٨) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٧/ ٨٣)، وفي «البداية والنهاية»: سنة (٥٦٩ هـ‍).
(٣) «وفيات الأعيان» (٧/ ٢٥٦)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ١٧٨)، و «تاريخ الإسلام» (٤٤/ ٤٧١)، و «العبر» (٥/ ٧٧)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٤٦)، و «طبقات الأولياء» (ص ٤٩٠)، و «غربال الزمان» (ص ٥٠٢)، و «طبقات الصوفية» (٢/ ٥٦٨)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١٥٣)، و «جامع كرامات الأولياء» (٢/ ٥٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>