للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعني باللها: العطية، يقال: فلان يعطي اللها إذا كان جوادا يعطي الشيء الكثير، فدفع إليه السبعين ألف درهم التي كان أعدها لافتداء عذاب ذلك اليوم، وقال: اعذرني فقد ترى ما أنا فيه، فقال له: لم أمدحك لمال وأنت في هذه الحالة، ولكن لمعروفك وإفضالك السابق، فأنفذها إليه ثانيا وأقسم عليه ليأخذنها، فأخذها، وبلغ ذلك يوسف بن عمر، فدعاه وقال: ما جرأك على فعلك، ألم تخش العذاب؟ قال: لأن أموت عذابا أسهل عليّ من كفّي شيئا على من مدحني.

ومات خالد تحت العذاب في سنة ست وعشرين ومائة.

ويقال: إن خالدا كان من ولد شقّ الكاهن، وإن شقا ابن خالة سطيح الكاهن، وإن سطيحا وشقا ولدا في يوم واحد، وهو اليوم الذي ماتت فيه طريفة الكاهنة الحميرية زوجة عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، وإنهما لما ولدا دعت لكل واحد منهما، وتفلت في فمه، وزعمت أنه سيخلفها في كهانتها، ثم ماتت لساعتها، وعاش كل واحد من سطيح وشقّ ست مائة سنة، وهما اللذان بشرا بالنبي صلّى الله عليه وسلم في قصة رؤيا التّبّعي كما هو مشهور في السيرة.

يقال: إن سطيحا كان جسدا ملقى لا جوارح له، وكان وجهه في صدره، ولم يكن له رأس ولا عنق، وكان لا يقدر على الجلوس، فإذا غضب انتفخ فجلس، وكان يطوى مثل الأديم، وينقل من مكان إلى مكان إذا أراد الانتقال، وإن شقا كان نصف إنسان، وكانت له يد واحدة، وفتح عليهما في الكهانة ما هو مشهور عنهما.

٦٠٦ - [جبلة بن سحيم] (١)

جبلة بن سحيم التيمي-ويقال: الشيباني أبو سريرة-الكوفي.

سمع ابن عمر، وروى عنه شعبة، والثوري، وأبو إسحاق الشيباني.

وتوفي سنة ست وعشرين ومائة، كما في «الذهبي» (٢).


(١) «طبقات ابن سعد» (٨/ ٤٢٩)، و «سير أعلام النبلاء» (٥/ ٣١٥)، و «تاريخ الإسلام» (٨/ ٦١)، و «العبر» (١/ ١٦٢)، و «تهذيب التهذيب» (١/ ٢٩٠)، و «شذرات الذهب» (٢/ ١١٢)
(٢) انظر «العبر» (١/ ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>