للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: مات المهلب بن أبي صفرة أمير خراسان، وصاحب الحروب والفتوحات.

وفيها: توفي زر بن حبيش الأسدي.

وفيها: توفي النخعي صاحب علي رضي الله عنه، وكان شريفا مطاعا.

قلت: ذكر الجدّ النخعيّ ولم يذكر اسمه، وليس ذلك من عادته، فربما حصل ذلك منه سهوا أو سبق قلم (١)، فلعله كميل الآتي ذكره قريبا، وهو: كميل-بالتصغير-ابن زياد بن نهيك النخعي، مات سنة اثنتين وثمانين، هكذا ذكره ابن حجر في «تقريبه» (٢)، وهو مشهور عند أهل التواريخ بصحبة علي رضي الله عنه، والله أعلم.

وفيها: قتل أبو الشعثاء مع ابن الأشعث بظاهر البصرة.

وفيها: قتل الحجاج محمد بن سعد بن أبي وقاص؛ لقتاله مع ابن الأشعث.

وفيها: توفي جميل ابن معمر الشاعر صاحب بثينة.

وفيها: توفي كميل بن زياد، كما في «الذهبي» (٣).

***

[السنة الثالثة والثمانون]

فيها: كانت وقعة الزاوية بين الحجاج وبين ابن الأشعث، وكان ابن الأشعث لا يلاقي جيشا للحجاج إلا هزمه حتى أجلى له البصرة، ودخلها عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وتابعه القراء والفقهاء والصالحون، وبلغ جيشه ثلاثة وثلاثين ألف فارس، ورجاله مائة وعشرين ألف راجل، أكثرهم قام على الحجاج لله تعالى، وكاد ابن الأشعث أن يغلب على العراق، وأمد عبد الملك الحجاج بجيوش من الشام، واجتمع أهل الشام إلى عبد الملك وقالوا له: إن أهل العراق ما يريدون إلا خلع الحجاج عنهم، فإن فعلت ..

عادت لك نياتهم، ونزع الحجاج عنهم أيسر من حربهم وسفك دمائنا، فأرسل عبد الملك ابنه عبد الله وأخاه محمد بن مروان في جيش كثيف، وأمرهم أن يعرضوا ذلك على أهل العراق، فإن قبلوه .. عزل الحجاج، ويكون محمد بن مروان أمير العراق، وينزل ابن الأشعث حيث أحب من العراق، ويكون واليا عليه، وإن أبى أهل العراق ذلك .. فالحجاج


(١) يريد المصنف رحمه الله تعالى جدّه من جهة أمه جمال الدين محمد بن مسعود أبا شكيل المتوفى سنة (٨٧١ هـ‍).
(٢) انظر «تقريب التهذيب» (ص ٤٦٢).
(٣) انظر «العبر» (١/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>