للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يروى أن بعض الفقهاء رأى النبي صلّى الله عليه وسلم يقول له: اقرأ كتاب «المستصفى» على الفقيه أبي الجديد، أو على الفقيه محمد بن إسماعيل الحضرمي (١)، فقرأه على الفقيه محمد بن إسماعيل، ولما أخبره بالمنام .. قال الفقيه: الحمد لله حيث ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلم هذا الكتاب المصنف باليمن؛ فإن ذلك يدل على فضله، وفضل البلد التي صنف فيها، وحيث ذكر القراءة على من ذكر، وأذن بها.

وكرامات الفقيه محمد أكثر من أن تحصر.

ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أنه كان حيّا في هذه العشرين يقينا، وفي التي بعدها ظنا؛ فإن ولده الفقيه إسماعيل ظهر سنة عشر وست مائة، وذكر أنه قرأ على أبيه (٢)، والله أعلم.

٢٨٥٣ - [الثريبا] (٣)

محمد بن سعيد المعروف بالثّريبا-بضم المثلثة، وفتح الراء، وسكون المثناة تحت، ثم موحدة، ثم ألف-أصله من أبين.

وكان من أتراب الفقيه مبارك الشّحبلي، وكان هذا أكبر من الشّحبلي سنّا.

حمل إليه سنقر الأتابك مالا، وسأله قبوله كيف شاء؛ إما لنفسه، أو يفرقه على من يراه مستحقا له، فلم يقبله الفقيه، بل قال له: الصواب أنك تبني به جامعا أنفع لك من ذلك، فاعتمد الأتابك إشارته، وكانت مباركة، فبنى به جامع خنفر المشهور.

ولم أقف على تاريخ وفاة الفقيه محمد بن سعيد المذكور، ولما توفي .. خلفه ابنه إبراهيم الآتي ذكره في آخر هذه المائة (٤).


(١) هو صاحب الترجمة، وهو حضرمي بلدا، حميري يزني نسبا.
(٢) في الأصول: (وفي التي قبلها ظنّا)، وهو سهو بيّن، ولم يذكر الجندي تاريخ وفاته، وفي «هجر العلم» (٣/ ١١٩١): توفي سنة (٦١٥ هـ‍)، وفي «غربال الزمان» (ص ٥٢٥)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٤٣٣): توفي سنة (٦٥٠ هـ‍)، وفي «تحفة الزمن» (٢/ ١٢٢): توفي سنة (٦٥١ هـ‍).
(٣) «السلوك» (٢/ ٤٥٠)، و «طراز أعلام الزمن» (٣/ ١٩٣)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤١٥).
(٤) انظر (٥/ ٤٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>