للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى الحافظ ابن عساكر: أنه لما حج أمر للحلاق الذي حلق رأسه بألف درهم، فتحير الحلاق ودهش وقال: هذه الألف أمضي بها إلى أمي أشتريها فقال: أعطوه ألفا أخرى، فقال: امرأتي طالق إن حلقت رأس أحد بعدك، فقال: أعطوه ألفين.

قال الشيخ اليافعي: (هكذا هو في الأصل المنقول منه، لكن هذه القصة وقعت في ترجمة يزيد بن المهلب، فلا أدري أهو غلط من الكاتب، أو أدخل حكاية من حكايات ابن عبد الملك في حكايات يزيد) (١).

ومات بالفجيعة على جاريته حبابة وكان يحبها حبا شديدا، فيقال: إنه خلا بها يوما وقال: بلغني أن الدنيا لم تصف يوما واحدا لأحد من الخلق، فاحجبوا عني الأغيار يومي هذا، واشتغل بلهوه معها، فتناولت حبة رمان فشرقت بها فماتت، فانزعج يزيد وامتنع من دفنها حتى أروحت، وليم فيها ومشى في جنازتها، وعاش بعدها خمسة أيام، وقيل:

خمسة عشر يوما، ومات لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة؛ فمدة ولايته أربع سنين وشهر، وعمره أربعون سنة، وقيل: أقل من ذلك.

٥٢٣ - [عكرمة مولى ابن عباس] (٢)

عكرمة مولى ابن عباس.

أصله من البربر من أهل المغرب، وهب لابن عباس، فاجتهد في تعليمه القرآن والسنن، وسماه بأسماء العرب.

حدث عن مولاه، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وأبي سعيد وغيرهم.

وكان كثير التنقل دخل اليمن وأصبهان وخراسان ومصر والمغرب وغيرها، وكانت الأمراء تكرمه وتفضله.

ووثقه العلماء، وإنما أنكر عليه مالك ويحيى بن سعيد لرأيه، ولما مات ابن عباس ..


(١) «مرآة الجنان» (١/ ٢٢٥)، والظاهر أن كلام اليافعي صحيح؛ إذ لم نجد هذه القصة في ترجمة يزيد بن عبد الملك، لا في «تاريخ ابن عساكر» ولا في «مختصره» لابن منظور، ولا في غيرهما من المصادر التي بين أيدينا، والله أعلم.
(٢) «طبقات ابن سعد» (٧/ ٢٨٢)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٣٤٠)، و «سير أعلام النبلاء» (٥/ ١٢)، و «تاريخ الإسلام» (٧/ ١٧٤)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢٢٥)، و «البداية والنهاية» (٩/ ٢٨٦)، و «تهذيب التهذيب» (٣/ ١٣٤)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>