للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت هي الدر اللواتي حشى بها ... أبو مضر أذني تساقطن من عيني

وكان الصغاني شاعرا فصيحا، ومن محاسن شعره ما رواه الجندي عن شيخه أحمد بن علي السرددي قال: أخبرني والدي أنه سمع الصغاني كثيرا ما ينشد لنفسه: [من الطويل]

تعلمت أسباب القناعة يافعا ... وكهلا فكانا في حياتي ديدني

وقد كان أوصاني أبي حفّ بالرضا ... بألاّ أوافى مطعما من يدي دني

والصغاني بفتح الصاد المهملة، والغين المعجمة بعدها ألف، ثم نون، ثم ياء نسب، وفيها لغة: يقال فيه أيضا: الصاغاني بزيادة ألف بين الصاد والغين.

وذكر الخزرجي في «تاريخه» له قصيدة طويلة نحو خمسين بيتا، مشتملة على ألفاظ غريبة، ومعاني عجيبة، وجناس بديع، مستشهدا بها على أنه يقال: صاغاني، يقول في أولها: [من البسيط]

أنساني الدهر أعطاني وأوطاني ... وحطني ووهاد الخسف أوطاني

ويقول في آخرها:

فقلت يا دهر سالمني مسالمة ... فإنني عمريّ ثم صاغاني

فانصاغ ينقاد إذعانا وسالمني ... ومد ضبعي وناغاني وصاغاني (١)

وقد أوردناها بجملتها في «تاريخ عدن»، فمن أحب الوقوف عليها .. فليراجعه (٢).

٣١٥٨ - [أبو الحسن الدهان] (٣)

علي بن موسى السعدي المصري أبو الحسن الدهان، المقرئ الزاهد.

قرأ القراءات، وتصدر بالفاضلية، وكان ذا علم وعمل.

توفي سنة خمس وستين وست مائة.


(١) انظر «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣٤١).
(٢) انظر «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٥٥).
(٣) «تاريخ الإسلام» (٤٩/ ٢٠٢)، و «العبر» (٥/ ٢٨١)، و «معرفة القراء الكبار» (٣/ ١٣٣٨)، و «الوافي بالوفيات» (٢٢/ ٢٥٢)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٦٥)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>