للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت له ضأنة، فأكلها الذئب أو ضاعت، فقال: لا بأس، عاد معي ثلاثة دنانير، خذوا لي بها غيرها.

وكان مشتغلا بالله تعالى، مجتهدا في العبادة، قال ولده عمر: مكث والدي خمسا وعشرين سنة لا ينام من الليل إلا قدر قراءة جزء من القرآن، قال: ومكث قدر ست أو سبع سنين ما نام إلا قدر قراءة ربع جزء.

وكانت عادته أن يخرج من بيته لصلاة الضحى، فيتوضأ، ويعتكف حتى يصلي بذلك الوضوء الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم يعود إلى بيته، ويقضي ما شاء الله من شأنه، ثم يعود إلى المسجد حتى يصلي بذلك الوضوء الصبح من اليوم الثاني، ثم يعود إلى بيته بعد صلاة الصبح، ويمكث فيه إلى الضحى، هكذا دأبه، وعمي في آخر عمره.

وكان يوم الجمعة يتوضأ في المسجد الذي يصلي فيه الأوقات، ثم يأتيه أحد من بيته يقوده إلى الجامع، فتوضأ في بعض الجمع على عادته، ووقف في المسجد ينتظر أحدا يأتيه من بيته، فلم يأته منهم أحد، فأتاه رجل وسار به إلى الجامع، فسار الشيخ معه، ولم يدر من هو، فرآه من في الجامع مقبلا إليهم يسير وحده ولم يروا معه قائدا، فلما دخل الجامع .. قال له الناس: أنت اليوم أتيت بلا قائد؟ ! فقال: أو ما رأيتم معي أحدا؟ قالوا:

لا، فعرف الشيخ أن الذي قاده الخضر.

توفي رحمه الله لأربع وعشرين من شعبان سنة ثلاث وأربعين وسبع مائة) (١).

كذا ذكر في «الجوهر» وفاة هؤلاء الثلاثة في يوم واحد، فما أدري أنه اتفق ذلك، أو أنه غلط من الناسخ في بعضهم؟ فليحقق ذلك! والله سبحانه أعلم.

٤٠٠٩ - [محمد بن علي باعلوي] (٢)

محمد بن علي بن الفقيه أحمد بن أبي علوي باعلوي.

قال: ما أقع في شدة واستغثت بجدي الفقيه محمد بن علي رضي الله عنه .. إلا تنكشف عني في الحال.

قال: أتيت مرة من الحبشة ومعي وصائف، فلما دخلت مرسى عدن وأمير عدن إذ ذاك


(١) «الجوهر الشفاف» (٢٠١/ ١ - ٢٠٣).
(٢) «الجوهر الشفاف» (١/ ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>