للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيئات كأمثالنا) (١)، نسأل الله الكريم المسامحة والمجاوزة والعفو، آمين، آمين، آمين.

٢٥٠٣ - [العاضد لدين الله العبيدي] (٢)

العاضد لدين الله عبد الله بن يوسف بن الحافظ العبيدي، سلطان مصر، أحد خلفاء الباطنية.

وليها بعد موت الفائز، وكان وزيره طلائع بن رزّيك الملقب بالملك الصالح، وتزوج ابنته، ثم دس إليه من قتله، فلما قتل .. أخرج العاضد خلع الوزارة لولده العادل بن الصالح، ثم غلب شاور على القاهرة، وقتل العادل، وقعد في دست الوزارة إلى أن دخل أسد الدين شيركوه مصر، فقبض على شاور، فأرسل العاضد إلى أسد الدين يطلب رأس شاور، فقطع رأسه، وأرسل به إلى العاضد، وأخرج العاضد خلع الوزارة لأسد الدين، فلم تطل مدته، مات بعد شهرين، فاستوزر العاضد السلطان يوسف بن أيوب، ولقبه:

صلاح الدين، فلم يلبث أن قطع خطبة العاضد، وخطب للمستضيء العباسي، فيقال: إن العاضد مات غما لما علم بقطع خطبته، وقيل: مات بإسهال مفرط.

وكان العاضد كريما جوادا، قال السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب: ما رأيت أكرم من العاضد، أخرج إلي لما عزمنا لملاقاة الفرنج في حصارهم لدمياط ألف ألف دينار سوى الثياب وغيرها.

وفي أيامه قدم حسين بن نزار بن المستنصر في جموع من المغرب، فلما قرب منه ..

غدر به أصحابه، وقبضوا عليه، وحملوه إلى العاضد، فذبحه صبرا.

وتوفي العاضد في أوائل سنة سبع وستين وخمس مائة، فلما مات .. جلس صلاح الدين للعزاء، وبالغ في الحزن والبكاء وقال: لو علمت بموته عن قريب .. لما قطعت خطبته، وتسلم القصر وما حواه، وكان فيه من الأموال والذخائر، واحتيط على أهل القصر في مكان، وأفرد لهم وقرر لهم ما يكفيهم.

وبموت العاضد المذكور انقرضت دولة العبيديين من مصر وأعمالها ومن غيرها، وانتقل


(١) «مرآة الجنان» (٣/ ٣٨٢).
(٢) «الكامل في التاريخ» (٩/ ٣٦٥)، و «كتاب الروضتين» (٢/ ١٩١)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ١٠٩)، و «تاريخ الإسلام» (٣٩/ ٢٧٣)، و «العبر» (٤/ ١٩٧)، و «الوافي بالوفيات» (١٧/ ٦٨٥)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٣٨٢)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٧٨٣)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>