للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٠٧ - [أبو فراس الحمداني] (١)

أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان، ابن عم سيف الدولة.

قال الثعالبي في وصفه: (كان فرد دهره وشمس عصره أدبا وفضلا، وكرما ومجدا، وبلاغة وبراعة، وفروسية وشجاعة، وشعره مشهور، سائر بين الحسن والجودة، والسهولة والجزالة، والعذوبة والفخامة والحلاوة، ومعه رواء الطبع، وسمة الظرف، وعزة الملك، قال: ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز، وأبو فراس يعد أشعر منه عند أهل الصنعة ونقدة الكلام، وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز، وإنما لم يمدحه ومدح من دونه من آل حمدان؛ إعظاما له وإجلالا، لا إغفالا وإخلالا.

وكان سيف الدولة يميزه على سائر قومه، ويستصحبه في غزواته، ويستخلفه في أعماله، ويعجب بمحاسنه) (٢).

أسرته الروم مرة، وذهبوا به إلى قلعة يجري الفرات تحتها، فيقال: إنه ركب فرسه، وركض برجله، وأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات ونجا، ثم أسروه مرة ثانية وهو جريح قد أصابه سهم بقي نصله في فخذه، وأقام مأسورا معهم في القسطنطينية أربع سنين، ثم خلصه الله تعالى.

قيل: إنه لما مات سيف الدولة .. عزم على التغلب على حمص، فاتصل خبره بأبي المعالي ابن سيف الدولة وغلام لأبيه، فأنفذ إليه من قاتله، فأخذ وقد ضرب ضربات، فمات في الطريق.

وقيل: بل مات في حرب بينه وبين موالي أسرته.

وقيل: قتله غلام سيف الدولة، ولم يعلم أبو المعالي، فلما بلغه خبر قتله .. شق عليه.


(١) «يتيمة الدهر» (١/ ٥٧)، و «المنتظم» (٨/ ٣٨٥)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٢٧٧)، و «وفيات الأعيان» (٢/ ٥٨)، و «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ١٩٦)، و «تاريخ الإسلام» (٢٦/ ١٥٩)، و «الوافي بالوفيات» (١١/ ٢٦١)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٣٦٩)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٣٠٠).
(٢) «يتيمة الدهر» (١/ ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>