للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم شيخه الكمال، وإسحاق بن أحمد المغربي، وسمع صحيحي: «البخاري» و «مسلم»، وسنن: «أبي داود» و «الترمذي» و «النسائي» و «ابن ماجه» و «الدارقطني»، و «شرح السنة»، ومسند: «الإمام الشافعي» و «الإمام أحمد»، وأشياء كثيرة، وأخذ علم الحديث عن الزّين بن خالد.

وروى عنه جماعة من أئمة الفقهاء والحفاظ، منهم الإمام علاء الدين ابن العطار، والشيخ أبو الحجاج المزي، والقاضي جمال الدين الزرعي، والإمام شمس الدين ابن النقيب، وهو آخر من بقي من أعيان أصحابه، وخلق كثير.

وكان رحمه الله رأسا في الزهد، وقدوة في الورع، عديم النظير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أنكر على الملك الظاهر حتى أغضبه، وهمّ أن يبطش به، فوقاه الله شره، ثم قبل منه، وعظمه حتى كان يقول: أنا أفزع منه.

قالوا: وكان لا يؤبه له بين الناس، قانعا باليسير، راضيا عن الله، والله عنه راض، مقتصدا إلى الغاية في ملبسه ومطعمه وأثاثه.

ولي مشيخة دار الحديث، ولم يتناول من معلومها شيئا، بل كان يجتزى بالقليل مما يبعث به إليه أبوه.

توفي رحمه الله في سنة ست وسبعين وست مائة.

٣٢٣٠ - [الزكي البيلقاني] (١)

الزكي بن الحسن البيلقاني أبو أحمد الفقيه البارع المناظر.

كان متقدما في الأصلين وغيرهما من المعقولات.

أخذ عن الإمام فخر الدين الرازي، وسمع من المؤيد الطوسي، وتفقه بجماعة، منهم فخر الإسلام محمد بن أبي بكر النوقاني، قرأ عليه كتاب «الوجيز» بقراءته على شيخه الإمام العلامة الشهيد أبي سعد محمد بن يحيى النيسابوري بقراءته على شيخه ومصنفه الإمام


(١) «السلوك» (٢/ ٤٣٠)، و «تاريخ الإسلام» (٥٠/ ٢٢٤)، و «العبر» (٥/ ٣١٠)، و «الوافي بالوفيات» (١٤/ ٢١١)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٨٧)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ١٤٦)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٤٢٨)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٣٨٥)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>